سم العقرب.. أمل جديد في مكافحة سرطان الثدي


تطور جديد يبشر الأوساط العلمية والطبية، حيث كشفت دراسة برازيلية حديثة نشرت في مجلة Newsweek أن سم عقرب "بروثياس أمازونيكوس"، الذي ينتشر في غابات الأمازون المطيرة، يحمل إمكانيات واعدة في محاربة سرطان الثدي، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وأشدها فتكًا بالنساء.
سرطان الثدي.. أرقام ومخاطر
يعد سرطان الثدي السبب الرئيسي لوفيات النساء الناتجة عن السرطان حول العالم.
وفقاً للجمعية الأمريكية للسرطان، يمثل هذا النوع حوالي 30% من الحالات الجديدة للسرطان بين النساء في الولايات المتحدة سنويًا، ومن المتوقع أن يودي بحياة 42,170 امرأة بحلول عام 2025.
اقرأ أيضاً
تعرفي على الموعد المناسب والطريقة الصحيحة للفحص الذاتي للثدي للوقاية من سرطان الثدي
كل ما تحتاج معرفته عن الكتل تحت الإبط.. الأسباب، الأنواع، والعلاج
دواء جديد يحقق نقلة نوعية في علاج سرطان الثدي المتقدم.. نتائج واعدة من المرحلة الثالثة
مبادرة صحة المرأة.. الكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً بمستشفى جامعة كفر الشيخ
زيادة الوزن وتأخر الحمل.. عاملان يعززان خطر الإصابة بسرطان الثدي
دراسة.. تأخر الحمل وزيادة الوزن يرفعان خطر الإصابة بسرطان الثدي
أول تعليق من سميحة أيوب بعد أنباء إصابتها بـ سرطان الثدي
مبادرة رئاسية تُضيء الأمل، فحص وعلاج سرطان الثدي مجانًا لكل امرأة
الوحدة المتنقلة للكشف عن سرطان الثدي تشهد إقبالاً واسعاً من نساء البحيرة
استراتيجيات فعّالة للمرأة في مكافحة سرطان الثدي
دعم صحة المرأة.. مبادرة تتواصل لتعزيز الفحص المبكر والعلاج الفعال
طريقة فعّالة لمكافحة مخاطر سرطان الثدي
اكتشاف ثوري من أحشاء الأمازون
توصل فريق علمي برازيلي إلى أن سم العقرب يحتوي على جزيء يُعرف بـ
"BamazScplp1" وهو عبارة عن ببتيد أو سلسلة قصيرة من الأحماض الأمينية تتمتع بخواص مكافحة خلايا سرطان الثدي.
عند اختبار هذا الجزيء في المختبر، أظهر نتائج مشابهة للعلاج الكيميائي التقليدي، مثل دواء باكليتاكسيل، حيث يعمل من خلال تحفيز "النخر" وهو موت خلايا السرطان بطريقة غير منضبطة تؤدي إلى تفتيتها وانفجارها.
التنقيب البيولوجي.. علوم الطبيعة تخدم البشرية
ركز الباحثون على التنقيب البيولوجي، وهي عملية تستهدف العثور على مركبات فعالة في الكائنات الحية، سواء كانت نباتية أو حيوانية.
بفضل هذا النهج، أمكن استكشاف سم العقرب للحصول على جزيئات نشطة تؤثر على الأنسجة الحية بشكل إيجابي.
التصنيع والتطبيقات العملية
لتحقيق الإنتاج المستدام لهذا المركب بعيدًا عن الاعتماد المباشر على سم العقارب، لجأ العلماء إلى تقنية "التعبير الجيني المتغاير". تقوم هذه التقنية بتعديل الخمائر أو البكتيريا لإنتاج المركب بكميات كبيرة في المختبر.
وقد أُشير إلى أن نوعًا محددًا من الخمائر يسمى "Pichia pastoris"، يُستخدم في هذا السياق، حيث يُعتبر بيئة مثالية لتصنيع بروتينات معقدة مثل BamazScplp1.
الابتكار لا يقتصر على العقارب!
لا يُعد هذا الابتكار الطبي الأول المعتمد على السموم الحيوانية، فقد سبقه تطوير مواد مشابهة تعتمد على سموم الثعابين والبروتينات الحيوية مثل الكولينين-1، التي تُستخدم لتعزيز نمو الأوعية الدموية وتجديد الأنسجة.
هذا النهج يدعم توسع مجال العلاج الحيوي الذي يمزج تسخير الطبيعة بالتقنية المتقدمة.
مستقبل واعد.. ولكن بحاجة إلى الوقت
في مؤتمر علمي عُقد في فرنسا (FAPESP Week France)، تمت مناقشة نتائج الدراسة وأهميتها المستقبلية. ورغم أن تطبيق هذه الاكتشافات لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن العلماء متفائلون بإمكانية تطويرها إلى أشكال علاجية جديدة تعزز الخيارات الطبية وتُقلل من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي التقليدي.
هذه الخطوات تُظهر كيف يمكن للطبيعة أن تصبح حليفًا رئيسيًا في مواجهة الأمراض التي تهدد حياة الملايين، ما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من الطب الحيوي القائم على الابتكار والاكتشافات الطبيعية.