د. حياة عبدون تكتب.. أيهم أكثرهم نذالة؟
يحكي أن ثلاثة من الأنذال قرروا أن يقوم كل منهم بعمل لا يبلغه في النذالة غيره! فساروا في الطريق وكل منهم يفكر في عمل يجعله الأول في النذالة! وفي طريقهم قابلوا عجوزة متهالكة تتساند على عصا ولا تتحرك إلا بصعوبة بالغة. فبدا كل واحد منهم يستعرض نذالته عليها. فهاجم النذل الأول عليها فجأة دون تفكير وقبل أن يسبقه أحدًا من الأنذال اليها! ولكنه لم يذهب ليساعدها وإنما لينهال عليها ضربًا وركلًا الى أن سقطت في بركة من الدماء تتلوي ولا تجد من ينقذها! وبعد أن فرغ وقف النذل الأول في زهو وفخر وقال لصاحبيه: "من يستطيع أن يسبقني في النذالة؟.
فكر النذل الثاني سريعًا في طريقة ليتفوق بها علي النذل الأول، وفي لمح البصر هجم علي العجوز ليجردها من كل ملابسها ويتركها كيوم ولدتها أمها ثم تبسم ضاحكًا وقال لعلي الآن قد سبقتك في النذالة؟، سكت الثالث كثيرًا فقالوا له: لقد ضربنا أمامك أعلى أمثلة في النذالة وفزنا عليك في النذالة وانت لم تفعل شيئًا، ماذا أصابك؟ تبسم ضاحكًا وقال: "لقد سبقتكم بسكوتي علي كل أنواع النذالة.. فالسيدة التي فعلتم بها كل ذلك، كانت أمي!.
فعلًا أنت النذل الأكبر!، هل التقيت يومًا "بالنذل الأكبر" وتعالوا معًا نتساءل كم نذل في حياتنا؟! كم نذل يحيط بِنَا في عملنا أو في محيطنا الاجتماعي أو السياسي أو الإعلامي؟، كم مرة التقيت في محيطك بهولاء الأنذال الذين يحاربونك من خلف الستار ويطعنوك في ظهرك ويبتسمون لك في وجهك؟.
كم واحد نذل ممن تعرفهم قد خان الأمانة، تنكر للجميل ونسي وبسهولة ما قدمته له؟، كم نذل حولك تناسي انسانيته وأساء لك واستطاع بسهولة أن يجرحك!، كم نذل أناني من حولك هو حرباء تغير لونها كل دقيقة؟ كم نذل ذئب أكل لحم أخيه الجريح قبل أن يقتله بغدره؟ كم نذل ماكر ومحتال التقيت به في حياتك؟.
أوعي تقول النذل يا عم كان تحذيري في مقال سابق واليوم أدعو الله أن يحمينا جميعًا من الأنذال وخبثهم ومكرهم وأن يكفينا شرهم!، صاحب الأصيل كما قال الشاعر أبي الفتح البستي.
اذا ما اصطحبت امرا فليكن.. شريف النجاد زكي النسب.
فنذل الرجال كنذل النبات فلا للثمار ولا للحطب.
الحر حر وان تعدت عليه يوما يد الزمان.
والنذل نذل وان تكني وصار ذَا ثروة وشان!
صدقت يا سيتي! ومن صاحب الانذال حقر، ومن صاحب العلماء وقر.
اللهم اجعلنا من أصحاب العلماء وابعد عنا كل الأنذال واكفنا شرهم وخبثهم.
