غادة اسماعيل تكتب: ”حسن الظن ام اتقاء الشبهات”
أنا حوايقول سبحانه تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”. ويقول المفسر والفقيه ابن كثير: (سوء الظنّ هو التّهمة والتخوّن للأهل والأقارب والنّاس في غير مَحلِّه).
سوء الظن احد اهم الاسباب التي تقطع اواصر المحبة وصلة القربى. فالكثير من المشكلات حدثت وما زالت بسبب سوء الظن الذي يرقى في الكثير من الاحيان الى الاثم، اضافة الى انه احد اسس الظلم ، وما تسرده هذه القصة لخير دليل علي خطأ هذه المقولة (سوء الظن من حُسن الفطن) ، لأن كلمة السوء من الصعوبة ارتباطها بسلوك حسن ، ولان سوء الظن يختلف عن الاحتراز.
فقصتنا من مذكرات السلطان مراد الرابع احد السلاطين العثمانيين.
(الزاني المخمور ) الذي صلى في جنازته خليفة المسلمين والعلماء والمشايخ وعامة الناس " سوف تبكي في بدايتها وتسعد في نهايتها "
يقول أنه حصل له في هذه الليلة ضيق شديد لا يعلم سببه فنادى لرئيس حرسه وأخبره ، وكان من عادته تفقد الرعية متخفيا .. فقال لنخرج نتمشى قليلا بين الناس
فساروا حتى وصلوا حارة متطرفة
فوجد رجلا مرميا على اﻷرض فحركه السلطان فإذا هو ميت والناس تمر من حوله لا أحد يهتم فنادى عليهم تعالوا وهم لا يعرفونه .. قالوا ماذا تريد ؟
قال : لماذا هذا الرجل ميت ولا أحد يحمله من هو ؟ وأين أهله ؟
قالوا هذا فلان الزنديق شارب خمر وزاني !.. قال : أليس هو من أمة محمد عليه الصلاة والسلام .. ؟
فاحّملوه معي إلى بيته ففعلوا ..
ولما رأته زوجته أخذت تبكي وذهب الناس وبقي السلطان ورئيس الحرس .. وأثناء بكائها كانت تقول
( رحمك الله ياولي الله أشهد أنك من الصالحين ) .. فتعجب السلطان مراد وقال كيف من اﻷولياء والناس تقول عنه كذا وكذا حتى أنهم لم يكترثوا لموته ؟ قالت : كنت أتوقع هذا ، فإن زوجي كان يذهب كل ليلة للخمارة يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه في المرحاض ويقول أخفف عن المسلمين ..
وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول هذه الليلة على حسابي أغلقي بابك حتى الصباح ويرجع يقول الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليلة !
فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة فيتكلمون فيه .. وقلت له مرة إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلي عليك ويدفنك من المسلمين .. فضحك وقال لا تخافي سيصلي علي سلطان المسلمين والعلماء و الأولياء .. فبكى السلطان مراد وقال : صدق والله أنا السلطان مراد وغدا نغسله ونصلي عليه وندفنه .. وكان كذالك فشهد جنازته مع السلطان العلماء والمشايخ والناس ..
سُبحان الله .. نحكم على الناس بما نراه ونسمعه من الآخرين .. ولو كنا نعلم خفايا قلوبهم لـخرست السنتنا.. …اللهم احسن سريرتنا واجعل ما بيننا وبينك عامرا في الدنيا والآخرة ..وارزقنا حسن الظن بعبادك