د.حياة عبدون تكتب: من الحياة.. هل انت أسير؟
يحكي قديما ، ان فلاح قد ذهب لجاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام البيت .
فأجابه الجار بأنه لا يملك حبلاً ولكن أعطاه نصيحة
وقال له : "يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار وتظاهر بأنك تربطه ولن يبرح مكانه".
لكن الحمار رفض التزحزح من مكانه عندما أراد الفلاح ان يحركه من مكانه !!
فعاد الفلاح للجار يطلب منه النصيحه .. فسأله : "هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه ؟"
فرد عليه الفلاح بـاستغراب : " ليس هناك رباط".
فعاد الفلاح وتظاهر بأنه يفك الحبل .. فتحرك الحمار معه دون أدنى مقاومة !!.
لحظة ....لا تسخر من هذا الحمار ..!!! هل تعلم اننا جميعا مثله ...بعضنا اسرى لبعض العادات ، و آخرين اسري لبعض القناعات و الافكار .
كلنا اسري لحبل وهمي يقيدنا .!
وعلينا أن نكتشف هذا الحبل الخفي الذي يلتف حول عقولنا و يمنعنا من التقدم للأمام ...
هذا القيد هي الأفكار التي تسيطر علينا ، تؤثر علي مشاعرنا و بالتالي علي سلوكنا و علي اختياراتنا في الحياة..
هذا القيد الذي قد يمنعنا احيانا ان نختار النواب الذين يستحقون ان يمثلونا في المجلس و ان يكونوا لسان حالنا ...ان يقفوا بقوانينهم و تشريعاتهم بجانب مصلحة المواطن و ليس لمصلحة ارصادهم ، أو ثرواتهم أو صفقاتهم لكننا زلنا محاطين بقيد " ده جاري ، ده عزاني في امي ، ده جالي في فرح اخويا " و غيرها من الأسباب الواهية....!!
و هناك آخرين اسري مقيدين بقيد الاقتناع بأناس يمثلون الازدواجية يتحدثون علي ان الدين معاملة و الفضيلة و القيم و الاخلاق و هم يتسلون و يقضون الوقت باذي الناس ، و بسبهم . و بضرب الخناجر في ظهور اقرب الناس اليهم .. و يبررون اي وسيلة للوصول الى أهدافهم اليسوا أسري لفكرة شريرة الغاية تبرر الوسيلة !!
اليس بعضنا مقيدين و اسري لوسائل الإعلام المختلفة و للاعلانات التي تروج للجمال الخارجي و أدوات التجميل و مقاييس الرشاقة و الاناقة و احلام الثراء الفاحش ...فأصبح حلم اي شاب أن يصبح لاعب كرة او مطرب او بمعني ادق " مؤدي " بصوت نشاذ ...فاصبحنا اسري للقبح و ليس للجمال ..!!!
قيد الثراء الفاحش أصبح يحيط بكل أعناق من حولنا بعيدا عن الحرام و الحلال و الصواب و الخطأ .فأصبحوا اسري في حبهم للثراء الفاحش الحرام !!
و أخيرا ... عليك ان تطرح علي نفسك هذا السؤال.. هل أنا أسير؟
هل انا مقيد ؟ .
لاي متعة من متع الحياة مثل السلطة. القوة .الثراء .الشباب .الجمال ...و ..و ..
عليك ان تبحث عن القيد الوهمي المربوط حول عنقك للتخلص منه ، وقتها فقط تستطيع ان تنهض وتمضي في ركب الحياة ..
