من التاريخ .. مولانا الشيخ نابليون بونابرت ..مدد
عندما أراد نابليون بونابرت التقرب للشعب المصري وكسب تعاطفهم وحبهم، أخذ يتقرب إليهم بمشاركاتهم احتفالاتهم وعاداتهم، ومنها حضوره احتفال المولد النبوي الشريف لما له من مكانة في قلوب المصريين وتنصيبه أمير للحج، مصطفى بك كتخدا، في أول سبتمبر/أيلول 1798، كما كتب إلى شريف مكة يعده بإرسال أوقاف الحرمين الشريفين، ليدعم صورته كصديق للإسلام.
وعندما علم بونابرت من شيوخ الأزهر أنهم لا يعتزمون إقامة الاحتفال السنوي بالمولد النبوي، ففطن إلى أن السبب ربما احتجاج معنوي على وجوده في مصر، وتعلل الشيوخ بعدم توافر الأموال اللازمة، فاغتنم الفرصة لتعزيز صورته كصديق للإسلام وأعطاهم المبالغ الضرورية لإقامة الاحتفال.
كما شارك الجيش الفرنسي في الاحتفال بالمولد النبوي وقدم عروضا عسكرية وحفلات موسيقية وأطلق ألعابا نارية، كما نصّب بونابرت في هذه المناسبة الشيخ البكري نقيبا للأشراف في مصر لكسب التأييد المحلي لسياسته.
وفطن بونابرت إلى مكانة شيوخ الأزهر لدى المصريين فحرص على كسب ودهم وتوصية قادته باتباع نفس النهج .
دأب القائد الفرنسي على مجالسة علماء الدين وشيوخ الأزهر يسألهم عن الدين الإسلامي، ساعيا إلى تصوير نفسه "المهدي المنتظر" للمسلمين، وارتدى زي الازهر واستمع للقرآن وأجزل الهدايا لبعض العلماء،والشيوخ حتى أن أحدهم اقسم انه اسلم وانه سيسمب نفسه الشيخ نابليون بونابرتا وصارت نكتة سجلها الجبرتي بأن بنادي المصريون على اي فرنسي مولانا الشيخ بونابرتا جدد و أعلن ذلك صراحة لسكان القاهرة في أعقاب الثورة الأولى ضده في بيان صدر بتاريخ 21 ديسمبر 1798 بمناسبة إعادة فتح ديوان المشايخ، الذي أسسه كهيئة استشارية محلية، وبعد حادثة اقتحام الجامع الأزهر لإخماد الثورة وضربه بالمدفعية.ولولا أحداث سياسية في باريس جعلت نابليون يهرب سر ا من مصر عائدا ليقوي جبهته وترك كليبر مكانه لربما اعلن نابليون نفسه خليفة المسلمين وكان سيجد من يصدقه ويردد ذلك