لماذا لم تكن مباراة مصر ضد أنجولا عادية؟ تعادل بلا أهداف يخفي أكثر مما يُظهر

أحيانًا لا تحتاج كرة القدم إلى أهداف كي تثير الأسئلة، في مباراة مصر ضد أنجولا، انتهت التسعين دقيقة دون تغيير في النتيجة، لكن ما بعدها كان أكثر وضوحًا وتأثيرًا.

تعادل منتخب مصر سلبيًا أمام منتخب أنجولا، في اللقاء الذي جمعهما مساء اليوم الإثنين، على ملعب أدرار بمدينة أغادير، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025، المقامة حاليًا في المغرب.

وجاءت المباراة هادئة نسبيًا من حيث الفرص الخطيرة، حيث ظهر المنتخب المصري بأداء متوازن، دون اندفاع هجومي كبير، في ظل ضمانه التأهل إلى الدور المقبل قبل انطلاق اللقاء. في المقابل، حاول منتخب أنجولا استغلال الفرص القليلة المتاحة، لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي جيد من الفراعنة.

وبهذه النتيجة، أنهى منتخب مصر دور المجموعات في صدارة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، بعد تحقيق فوزين على جنوب أفريقيا وزيمبابوي، ثم التعادل في مباراة مصر ضد أنجولا، ليؤكد تفوقه واستقراره خلال الدور الأول.

أما منتخب أنجولا، فرفع رصيده إلى نقطتين فقط، عقب تعادل سابق مع زيمبابوي (1-1) ثم التعادل السلبي أمام مصر، لتتراجع حظوظه بشكل كبير في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل ضمن أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث.

بالنسبة لمنتخب مصر، التعادل أمام أنجولا لم يكن خسارة، بل خطوة محسوبة. تصدر المجموعة يمنح الفريق أفضلية معنوية، ويجنبُه مواجهة أحد عمالقة البطولة مبكرًا، كما يمنح الجهاز الفني فرصة لإعادة ترتيب الأوراق قبل مباريات الإقصاء.

أما أنجولا، فالتعادل أمام منتخب بحجم مصر لم يكن كافيًا. الحسابات المعقدة لأفضل الثوالث قد تضع المنتخب خارج البطولة، رغم الأداء المنضبط الذي ظهر به في بعض الفترات، وهو ما يعكس قسوة المنافسة في النسخة الحالية من كأس الأمم الأفريقية.

وعلى مستوى الجماهير، أكدت مباراة مصر ضد أنجولا أن البطولة لا تُقاس فقط بعدد الأهداف، بل بقدرة الفرق على إدارة المباريات والنتائج في التوقيت المناسب.

هل يواصل منتخب مصر الأداء المتزن نفسه في الأدوار الإقصائية؟ أم يحتاج الفراعنة إلى وجه هجومي أكثر حدة مع ارتفاع مستوى المنافسين؟ الإجابة ستبدأ في الظهور مع صافرة أول مباراة في دور الـ16… حيث لا مجال للتعويض ولا مكان للتجارب.