محمد صبحي يرد على سباب أديب دون أن يذكر اسمه

في مشهد يعكس سخونة النقاش الدائر حول فيلم «الست»، خرج الفنان محمد صبحي عن صمته برسالة مقتضبة لكنها محمّلة بالدلالات، ردّ بها على الهجوم الذي تعرّض له مؤخرًا، دون أن يذكر اسم الإعلامي عمرو أديب صراحة، مكتفيًا بعبارات فتحت باب التأويل واسعًا وأشعلت الجدل من جديد.

شرارة الخلاف… فيلم «الست» في قلب العاصفة

القصة بدأت عندما وصف محمد صبحي فيلم «الست» بأنه «مؤامرة تستهدف تشويه رموز مصر»، معتبرًا أن هناك محاولات ممنهجة لضرب الريادة الفنية المصرية من الداخل، وليس فقط عبر خصوم خارجيين كما قال في تصريحات سابقة.

صبحي شدد على أن الفن ليس مجرد حرية مطلقة، بل مسؤولية تاريخية، مؤكدًا أنه يرفض أي عمل فني—even لو كان ناجحًا—إذا تعارض مع الحقيقة أو أساء للرموز الوطنية، مستشهدًا بتجربته الشخصية الطويلة واحترامه لقيمة الفن ودوره.

عمرو أديب يرد: «النقد شيء.. واتهام المؤامرة شيء آخر»

لم تمر تصريحات صبحي مرور الكرام، إذ رد الإعلامي عمرو أديب خلال برنامجه «الحكاية» على قناة MBC مصر، معتبرًا أن فيلم «الست» عمل فني جاد، وأن الاختلاف حوله يجب أن يبقى في إطار النقد الفني لا الاتهامات السياسية أو المؤامرات الخارجية.

أديب وصف حديث «المؤامرة» بأنه غير مقبول، وذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى مواقف قديمة مرتبطة بمحمد صبحي، في لهجة اعتبرها البعض حادة، فيما رأى آخرون أنها خرجت عن إطار النقاش الفني.

رد صبحي… كلمات قليلة ورسالة واضحة

اليوم الثلاثاء، اختار محمد صبحي الرد بطريقة مختلفة تمامًا. لا تصريحات تلفزيونية ولا سجال مباشر، بل منشور مقتضب عبر حسابه على «إنستجرام» قال فيه:

«لا نعير من داس على وطنه في أرض البعير… وسنبقى مع وطننا حتى النفس الأخير»

المنشور لم يذكر اسمًا، لكنه حمل رسالة اعتبرها المتابعون ردًا مباشرًا على عمرو أديب، وأعاد إشعال الخلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لحديث صبحي باعتباره موقفًا وطنيًا، ومنتقد يرى أن النقاش انحرف عن مساره الفني.

فيلم «الست»… عمل فني يشق الصف

في خضم هذا الجدل، يستمر عرض فيلم «الست» في دور السينما المصرية منذ الأربعاء الماضي، بعد عروض خاصة في القاهرة والرياض، الفيلم الذي تقوم ببطولته منى زكي، ويشاركها كريم عبد العزيز وآسر ياسين وعمرو سعد ونيللي كريم وغيرهم، يتناول جوانب إنسانية شائكة من حياة كوكب الشرق أم كلثوم.

العمل سلّط الضوء على محطات قاسية في حياتها، من الحرمان العاطفي إلى صراعها مع الشائعات، مرورًا بانتقالها من الريف إلى القاهرة وتغيّر ملامح حياتها مع الشهرة، وهو ما اعتبره البعض معالجة جريئة، بينما رآه آخرون تجاوزًا لصورة أيقونية راسخة في الوجدان.

جدل مستمر… وحدود الفن على المحك

بين دفاع محمد صبحي عن «الرموز»، ورؤية عمرو أديب الداعمة لحرية الإبداع، يبقى فيلم «الست» نقطة التقاء صدامية بين مدرستين: واحدة ترى الفن مسؤولية وطنية صارمة، وأخرى تعتبره مساحة مفتوحة للنقاش وإعادة القراءة، ومع تصاعد التفاعل الجماهيري، يبدو أن هذا الجدل لن يتوقف قريبًا، خاصة مع استمرار عرض الفيلم، وتداول ردود الفعل المتبادلة… في معركة لم تعد فنية فقط، بل ثقافية بامتياز.