ماجدة موريس تكتب: ولنا في الخيال حب
هل يغير الجيل الجديد حياتنا ؟
وهل في الإمكان عودة التفاعل الجميل بين الاجيال بدلا من التسليم بالخلافات،والفراق ؟
حول هذه الأفكار تدور احداث ومعاني فيلم ((ولنا في الخيال حب )لمخرجته وكاتبته سارة رزيق في اول أفلامها الروائية الطويلة ،والذي عبر بصدق عن رؤية مختلفة عن هذه القضية الهامة في حياتنا الان ،الاختلاف وكيفية التعامل معه ،من خلال شخصياته الأساسية ،الدكتور يوسف الاستاذ بإكاديمية الفنون (احمد السعدني) والطالبة وردة (ميان السيد) والطالب نوح (عمر رزيق ) الطالبان صديقان وحبيبان ولكن مشاكلهما تتزايد مع ميل نوح الي التعبير الدائم عن رغباته في التفاعل مع الآخرين وهو ما يدفع وردة الي البحث عن حل بعد خناقة قررا فيها الانفصال ،ولا تجد أمامها إلا الدكتور يوسف ،الذي بدأ يتغير في سلوكه تجاه طلبته ،واصبح اكثر تسامحا معهم بعد ان كان صارما ،تذهب وردة اليه في بيته القريب من الأكاديمية لتطلب منه المشورة ،ولتكتشف ،مثلما اكتشفنا قبلها ، ،بيتا غريبا في إضاءته ،وفي كل ما به ،وفي تمثال إمرإة تكاد ان تنطق ،ولتبدإ علاقة بين الاستاذ وتلميذته نعرف من خلالها قصته مع زوجة احبها كثيرا ،وعاش سنوات سعيدة معها خارج بلده كإستاذ جامعي مهم ،ولكنه لم يقدر علي الاستمرار بعد موتها فعاد الي بلده ،وموقعه مأزوما،محتفظا لها بتمثال يشاركه الحياة متصورا انها لا زالت موجودة و ليبدو هذا الاستاذ الصارم في علاقته بطلبته ،لكن زيارة وردة واسئلتها تبدأ في دفعه الي تأمل الواقع الجديد ،والتفكير حوله ،وهو ما يغيره ببطء مع اكتشاف علاقتها بالشاب نوح ،طالب معهدالباليه الذكي ومفرط النشاط ولتدور الاحداث بعدها في اطار علاقة ثلاثية تعيد الحياة الي ثوابتها ،فالدكتور يتحول الي صديق لطلبته وطالباته ،ويعيش الحياة كما هي وليس من خلال ذكرياته ،بل ويتفاعل. مع نوح ووردة ويشاركهما في الاحتفال بعودتهمالبعضهما.
موسيقي موازية لموهبة جيل جديد
من اهم عناصر الفيلم ان هذه القصة واحداثها يقدمها من خلال سرد موسيقي مواز ورائع للموسيقار خالد حماد الذي وضع الموسيقي التصويرية للفيلم وهو ما اضاف للفيلم الكثير ،خاصة مع تصوير. اغلب مشاهده في اكاديمية الفنون وموقعهاالذي يعرفه كثيرون منا وذهب اليه مرارا ،ولهذا كان تصوير محمد جاد-وهو اسم جديد -مهم وقادر علي تقديم اختلافات الصورة ببراعة، وتقديم هذه الرقصات للشباب ابطال الفيلم في مشاهد استعراضية مختلفة أفصحت عن شغف بفن صعب ، تفوق فيه البعض من ممثلي الفيلم واولهم عمر رزيق الممثل الموهوب في التمثيل والرقص ايضا ،والذي رأيته في مسلسلات قليلة لكن قدراته هنا تبدو واضحة ،وان كان إدائه مرتبكا في بعض المشاهد ،اما مايان السيد فهي واحدة من جيل الممثلات الصاعدات بقوة عبر الدراما التليفزيونية ،لكنها هنا ،مع البطولة ،تقدم إدائا قويا وجميلا ،الفيلم بالطبع يقدم ممثلين آخرين في أدوار قصيرة لكنها مهمة وفي مكانها مثل بسنت ابو باشا في دور زوجة الدكتور،وإيناس البلال ام نوح ، ومنحة البطراوي ، اما احمد السعدني الممثل الكبير فهو هنا يعيد اكتشافنا له في دور الدكتور يوسف ، فهو الممثل الذي يكشف في كل عمل له عن جزء من قدراته التعبيرية التي لم نكن نعرفها (وهو ما يذكرنا بدوره في مسلسل لام شمسية ايضا ) ،هناك ايضا تقنيات جيدة اضافت للفيلم من خلال الديكور والصوت والمونتاج ،اما المخرجة سارة زريق فقد أبدعت في عملها الأساسي كمخرجة وفي ادارة الممثلين ،وبالطبع لابد من تحية المنتجان صفي الدين محمود وباهو بخش علي فيلم جميل ومختلف ويقول ان سينما الشباب قادمة وتستحق الدعم والتقدير .








