الكذبات البيضاء.. كيف تضعف روابط العلاقات وتؤثر على ثقة المرأة؟

غالبًا ما يعتبر البعض أن "الكذبات البيضاء" التي تمثل جملًا عابرة وغير ضارة ظاهريًا، وسيلة لتجنب التوتر في العلاقات العاطفية.

إلا أن هذه العبارات، التي تُقال بغرض التهدئة أو تجاوز المواقف الصعبة، قد تكون لها آثار عميقة على الثقة والتواصل، خاصةً على المرأة التي تُقدّر غالبًا الصراحة والوضوح.

وفقًا لما نشره موقع Times of India، يمكن لهذه الجمل اليومية أن تُحدث شروخًا خفية تستمر بالنمو إذا لم يتم التعامل معها بوعي.

"أنا بخير"
تُعتبر هذه العبارة من أكثر الكذبات شيوعًا عند المرأة والرجل على حدٍ سواء، وعلى الرغم من استخدامها لتمرير الأيام الصعبة، إلا أنها تبني حاجزًا من الصمت بين الطرفين.

شعور المرأة بعدم فهم شريكها لحالتها الداخلية يزيد من إحساسها بالعزلة وفقدان العطاء العاطفي المتبادل. البديل الأفضل يكون بالاعتراف بالحالة الحقيقية مثل: "أمر بوقت صعب وأحتاج دعمك".

"لا بأس، ليس مهمًا"
في كثير من الأحيان تقلل النساء من أهمية ما يشعرن به أو ما يزعجهن، وهو أمر يؤدي للأسف إلى تراكم الغضب المكبوت.

هذه العبارة تُجنّب المواجهة لحظيًا، لكنها قد تُنتج شعورًا بالاستياء يُهدد استقرار العلاقة لاحقًا. تعبير بسيط وصادق كمثل: "هذا يُزعجني، نحتاج للتحدث عنه"، يفتح باب النقاش ويمنع تحوّل الأمور إلى مشكلات أعمق.

"لا يهم أن نتحدث عن ذلك الآن"
الهروب من الحوارات المهمة يبدو كأنه يحقق راحة مؤقتة، لكنه لا يؤدي إلا إلى تأجيل التعامل مع القضايا الحساسة.

هذا الموقف يزيد من العبء النفسي، خاصة لدى النساء اللواتي يعتمدن على الحوار لبناء الجسور العاطفية. مقترح بديل كقول: "لنتحدث عن هذا الأمر الليلة بهدوء"، يمنح العلاقة فرصة سليمة للتطور.

"لا بأس" في اللحظات الحرجة
رغم أنها تُقال بنية التخفيف أو تجنب الجدال، إلا أن الإصرار على قول "لا بأس" بدل التعبير الحقيقي عن المشاعر يُعمّق الهوة بين الطرفين.

الاعتراف بالموقف بصدق مثل: "أشعر بالاستياء، هل يمكننا الحديث أكثر عن هذا؟"، يفتح المجال للتفاهم دون تزييف.

"لقد فعلت ذلك بالفعل"
ادعاء القيام بمهمة أو مسؤولية عندما يكون الواقع مختلفًا يُضعف البناء القائم على الثقة. تتضرر العلاقات عندما تشعر المرأة بأن الالتزامات المتفق عليها ليست مقدّرة حق تقدير.

الصدق في مثل هذه المواقف يمكن أن يكون بهذا الشكل: "لم أتمكن بعد من القيام به، ولكن سأعمل عليه قريبًا"، مما يبرز عناصر المصداقية والمسؤولية المشتركة.

"كل شيء تمام ولا شيء يستحق الذكر"
التظاهر بالرضا عندما تسود حالة داخلية من التوتر هو نوع آخر من الكذبات التي قد تهدد الاستقرار العاطفي مع الوقت.

الافصاح عن المشاعر بشكل مهذب، كأن تقول: "أشعر بالتوتر قليلاً، وأتمنى أن نقضي وقتًا أطول معًا"، يعزز الثقة ويجعل العلاقة أكثر انفتاحًا.

"لا أهتم برأي الآخرين"
هذا التصريح الذي يُقال أحيانًا بهدف إبداء القوة قد يخفي وراءه قلقًا عميقًا من انتقادات الآخرين، خاصةً لدى المرأة التي تسعى للبحث عن التقدير والدعم في علاقتها العاطفية.

بدلاً من ذلك، يمكن الاعتراف بالضغوطات بقول: "أشعر أحيانًا بتأثير آراء الآخرين علينا.. هل يمكننا التحدث؟" فتح مثل هذا الحوار يعمّق الترابط ويساعد في مواجهة المخاوف بوعي مشترك.

ملخص:
الكذبات البيضاء تحمل في طياتها أثرًا أكبر مما يعتقده البعض، خاصة عند تكرارها. وعندما يتجاهل الشريكان صراحة التعبير عن مشاعرهما، تتراكم المشكلات دون حل، مما يعزز الفجوة بينهما.

لذلك فإن التعاطف والتواصل المستمرين هما أساس بناء علاقة صحية ومستدامة تشمل الحب والتفاهم.