هل يمكن أن تكون حساسًا لكل النشويات؟ بين الحقيقة العلمية والمفاهيم الخاطئة
الحديث عن حساسية شاملة تجاه النشويات قد يبدو غريبًا للبعض، لكنه يثير تساؤلات مهمة لدى من يعانون من أعراض تحسسية بعد تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
ومع ذلك، تبرز الدراسات الطبية لتوضيح اللبس حول هذه القضية التي قد تكون بعيدة عن الحساسية الشاملة بالمعنى الحرفي.
وفقًا لموقع Everyday Health، معظم الحالات التي تُصنّف تحت "حساسية النشويات" ليست مرتبطة بالنشا نفسه، بل بمكونات أخرى داخل الأطعمة النشوية.
اقرأ أيضاً
البطاطس المقلية.. بين المذاق الشهي والمخاطر الصحية
ما تزودهاش.. تعرف على ضرر الإسراف في النشويات على صحتك في رمضان
حظك اليوم.. برج الجوزاء اليوم الثلاثاء 28 فبراير 2023.. تجنب النشويات
طبقيه الآن..رجيم ”قبضة اليد” لإنقاص الوزن سريًعا
حظك اليوم..برج القوس اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر2020 خفف قدر الإمكان من النشويات
البروتينات، مثل تلك الموجودة في القمح والبقوليات، هي المسؤولة عن تحفيز رد فعل مناعي يؤدي لظهور أعراض التحسس.
الحساسية الحقيقية هي استجابة موجهة للبروتينات الموجودة في الغذاء ولا علاقة مباشرة لها بالكربوهيدرات أو النشويات بحد ذاتها.
عند تناول أطعمة معينة تحتوي على بروتينات تلقي الجهاز المناعي ينظر إليها كتهديد، يحدث تفاعل يؤدي إلى أعراض مثل الحكة أو التورم أو حتى صعوبة التنفس في الحالات الشديدة.
على الجانب الآخر، هناك اضطراب طبي يسمى "متلازمة تنشيط الخلايا البدينة" (MCAS) تظهر فيه أعراض شبيهة بالحساسية، لكن هذه الحالة تتميز بفرط إفراز المواد الالتهابية دون محفز واضح، مما يجعل المرضى في حالة ارتباك بين المتلازمة والحساسية التقليدية.
غالبًا ما تتغير أعراض هذه الحالة من يوم إلى آخر، وهو ما يجعل تشخيصها أكثر تعقيدًا.
علميًا، لا يمكن للجسم أن يكون حساسًا لكل أنواع النشويات بشكل شامل؛ فالأطعمة النشوية تحتوي على تركيبات متنوعة من البروتينات والكربوهيدرات، مما يجعل نشوء حساسية تجاه النشويات أمرًا بعيد الاحتمال.
إذا كان شخص يعاني من حساسية تجاه نوع معين من الحبوب مثل القمح، فلا يعني ذلك أنه سيكون لديه نفس الاستجابة مع الأرز أو البطاطس لأن تركيبة المكونات تختلف بين هذه الأغذية.
بعض الأفراد قد يلجأون إلى استبعاد جميع الأطعمة النشوية من نظامهم الغذائي كإجراء احترازي، إلا أن هذا النهج يحمل مخاطر عديدة.
فالنشويات ليست فقط مصدرًا للطاقة، بل تحتوي أيضًا على معادن وفيتامينات ضرورية مثل مجموعة فيتامينات "ب"، فيتامين "أ" الموجود في البطاطا الحلوة، والزنك والمغنيسيوم في البقوليات والحبوب الكاملة.
عدم تناول النشويات قد يؤدي إلى آثار سلبية طويلة المدى على الصحة العامة والجهاز المناعي.
لذلك، إذا كنت تشعر بتكرار أعراض تحسسية بعد تناول أنواع مختلفة من الأطعمة النشوية، فإن زيارة أخصائي الحساسية يُعد الخيار الأمثل لتحديد السبب بدقة.
الاختبارات الطبية قد تكشف أن المشكلة تكمن في حساسية لإحدى مكونات الطعام أو اضطراب مناعي كمتلازمة تنشيط الخلايا البدينة.
كذلك، يمكن لأخصائي التغذية أن يقدم المشورة بشأن نظام غذائي متوازن يلبي احتياجات الجسم دون مخاطر الحرمان الغذائي.
في النهاية، يجب أن يكون التوازن بين الاستجابة لأعراض الجسم وبين الحفاظ على نظام غذائي متكامل هو الأساس.
تجنب مجموعات غذائية كاملة دون دليل طبي واضح قد يؤدي إلى المزيد من الضرر على المدى الطويل، بينما الاعتماد على المتابعة الطبية والاستماع إلى إشارات الجسم هو السبيل الصحي للحفاظ على حياة متوازنة وصحية.







