فقدان الذاكرة عند المراهقين.. بين التغيرات الطبيعية وإشارات الخطر

تشهد الصحة الذهنية للمراهقين اهتمامًا متزايدًا في الأوساط الطبية والاجتماعية؛ إذ أصبح فقدان الذاكرة في هذه الفئة العمرية محور نقاش مهم يستوجب تسليط الضوء.
مرحلة المراهقة، بخصائصها الفريدة، تعد جسرًا حساسًا بين الطفولة والنضج، حيث يمر الدماغ بعمليات نمو معقدة، مما يجعله عرضة للعديد من التغيرات، سواء الطبيعية أو المرضية.
النسيان: بين الطبيعي والمقلق
اقرأ أيضاً
كيف يؤثر التوتر النفسي على بشرتك.. الكشف عن خمس مشكلات جلدية مرتبطة بالإجهاد
رد مفاجئ من سيرين عبد النور بعد تسريب مشاهد «النسيان»
فقد النطق والذاكرة.. تفاصيل تعرض بروس ويليز لأزمة صحية شديدة
امتحانات نصف العام| دعاء وآية يقضيان على النسيان.. رددهما قبل دخول اللجنة
علماء: «النسيان» يساعد العقول على الوصول إلى معلومات أكثر أهمية
«كوميكس».. النسيان صحيح نعمة
كل فريق مسلسل لعبة النسيان في الحجر بسبب إصابة رجاء الجداوي بكورونا
بحسب ما نشره موقع "Vinmec" الصحي، فإن النسيان عند المراهقين قد يكون نتيجة للتغيرات الهرمونية وتطور الدماغ، وهو أمر طبيعي في الأغلب.
ومع ذلك، هناك حالات تستلزم التدخل الطبي، لا سيما إذا كان النسيان مصحوبًا بتدهور معرفي ملحوظ. إدراك الأسر لهذه الفروق يعد أساسًا رئيسيًا لحماية الصحة العقلية لأبنائهم.
النوم: حجر الزاوية لصحة الذاكرة
قلة النوم هي إحدى أبرز العوامل التي تؤثر على القدرة على الحفظ والتركيز، دماغ المراهق يحتاج إلى ساعات نوم كافية لإعادة ترتيب المعلومات التي اكتسبها خلال اليوم.
التغاضي عن هذه الحاجة يؤدي إلى ضعف الأداء الدراسي وزيادة النسيان.
التكنولوجيا وتأثيرها السلبي
الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية يشكل تحديًا جديدًا لقدرات الدماغ على التركيز وتخزين المعلومات.
الانغماس في تدفق مستمر من المعلومات السريعة يقلل من مرونة الذاكرة الطويلة الأمد، ما يترجم عمليًا إلى شكاوى مستمرة مثل "نسيان الواجبات" و"عدم الالتزام بالمواعيد".
الأمراض والقصور الصحي
مشكلات صحية معينة يمكن أن تؤدي هي الأخرى إلى فقدان الذاكرة. من ضمنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، الاكتئاب، خلل الغدة الدرقية، أو حتى نقص الفيتامينات، ولا سيما فيتامين ب12. كما أن بعض الأدوية مثل المهدئات قد تتداخل مع كفاءة الدماغ.
أثر التوتر النفسي
بيئة المراهقة المثقلة بالضغوط من الأسرة والمدرسة والمجتمع قد تسهم في ظهور مشكلات الذاكرة. القلق المستمر يؤثر سلبيًا على "الحُصين"؛ وهو الجزء الأساسي المسؤول عن تخزين الذكريات في الدماغ.
خيارات لتعزيز الذاكرة
يمكن للأسرة اتخاذ خطوات فعالة لدعم الذاكرة، منها:
- تشجيع الأنشطة الذهنية كالقراءة والألعاب التعليمية.
- الاعتماد على أنماط حياة صحية تشمل النشاط البدني مثل الرياضة والتأمل.
- توفير تغذية متوازنة.
- مراقبة أي تغيرات مقلقة تستدعي استشارة المختصين.
- توفير بيئة منزلية داعمة تخفف من القلق والتوتر.
تمثل هذه الاستراتيجيات خطوة مهمة نحو ضمان تمتع المراهقين بذاكرة قوية وصحة عقلية مستقرة، تضمن لهم مستقبلاً أكثر إشراقًا وقدرة على التعامل مع تحديات الحياة.