ماجدة موريس تكتب: سينما من أجل الإنسانية
ماذا يفعل العالم تجاه حرب غزة التي لا يريد النتن ياهو وأمريكا ايقافها ؟الاجابة صعبة ،وغير متاحة ،والحل الوحيد هو العمل لاجل استمرار الحياة ،وهو ما رفعه مؤسسوا مهرجان الجونة السينمائي الدولي ،وعبر عنه المهندس نجيب ساويرس في كلمته بالمؤتمر الصحفي صباح الثلاثاء الماضي قائلا (ربنا وفقنا في الشعار اللي اخترناه وهو سينما من اجل الانسانية ) ثم أردف قائلا (والانسانية النهاردة متبهدلة )،،وتوالت الكلمات تعبيرا عن الاجتهاد لاجل الحياة ودعمها لنجد انفسنا امام تخطيط ذكي لدورة جديدة ،هي الثامنة لهذا المهرجان الذي أضاف الكثير للسينما في مصر ولمحبيها ،ومنذ عامان اضاف ايضا مسابقة هامة (سيني جونة )لدعم مشروعات شباب السينمائيين، وفي الدورة الجديدة التي ستبدأ قريبا ،،أضاف مشاركة جديدة اخري للشباب معه .
شاهين ومغارة محطة مصر
في مئوية ميلاد يوسف شاهين يحتفي المهرجان به بمعرض مستوحي من فيلم( باب الحديد ) يدخل الزائرمن خلاله الي محطة مصر، حيث صور فيها يوسف شاهين فيلمه الشهير ،المعرض تقيمه الفنانة شيرين فرغلي لزائري المهرجان ضمن التكريم الذي يتضمن ايضا بعض من افلامه المهمة والتي لقت صدي كبير وحققت نجاحات لافتة بداية من فيلم (ابن النيل ) الذي أوصله لمهرجان كان السينمائي لاول مرة الي ان حصل علي الجائزة الذهبية لأهم مهرجانات السينما في العالم عن مجمل أعماله وبينها (المصير )و(المهاجر )و(إسكندرية ليه ) الذي قدم فيه قصة عائلته فيما يعرف الان بالسينما الذاتية التي أستكملها بثلاثة افلام أخري بعدها قبل ان يرحل عام٢٠٠٨بعد فيلمه الأخير (هي فوضي ) ،، اما تكريم نجوم اليوم فقد اختار المهرجان الممثلة الشابة (منة شلبي )لجائزة الإنجاز الإبداعي عن مجمل أعمالها ،والممثلة الأسترالية الشهيرة(كيت بلانشيت ) والحاصلة علي جوائز الأوسكار والبافتا وتكريمات عالية اخري ومن المدهش انها مثلت في الفيلم المصري(كابوريا) امام احمد ذكي ،وفي الحياة هي مدافعة شرسة عن حقوق المهجرين واللاجئين وتعمل سفيرة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،.
عيد ميلاد سعيد
ستة افلام مصرية طويلة يقدمها المهرجان لاول مرة هذا العام في نوبة كرم إنتاجي استثنائي للسينما المصرية التي تعاني من قلة الانتاج في السنوات الأخيرة ، لكنه اجتهاد اهل المهرجان في البحث عن افلام جديدة ومختلفة من بينها فيلم الافتتاح للمخرجة سارة جوهر،(عيد ميلاد سعيد )والذي اختير ليمثل مصر هذا العام في مسابقة الأوسكار لافضل فيلم غير أمريكي ،اما افلام المسابقات الثلاثة (الفيلم الروائي الطويل ،الفيلم الوثائقي، الفيلم القصير ) فقد فرضت نفسها كما قالت المخرجة ماريان خوري ،المديرة الفنية للمهرجان ،والتي اختيرت من بين مئات الافلام التي تقدمت للعرض في المهرجان ،وهناك افلام اخري حاصلة علي جوائز دولية كبري تعرض ضمن برنامج رسمي خارج المسابقات ،ويستضيف المهرجان كالعادة محاورين حول السينما بكل ما تمثله في ورش ولقاءات عمل ،ويزداد الإقبال بالطبع علي كل مساحات الحوار بالفن في المهرجان وهي واسعة ،ويكفي ان نعرف ان برنامج (سيني جونة )تلقي ٢٩٠ طلبا من اصحاب افلام لدعمها،،وتم اختيار عشرين منها للمشاركة في البرنامج ،وكذلك الأمر مع سوق الافلام الذي يشهد مشاركة اوسع هذا العام من شركات وهيئات دولية تعرض انتاجها للعالم من خلال المهرجان بكل ما يقدمه من أنشطه ،وغير الأنشطة السينمائية،فالمهرجان يحتفل بمناسبتين هامتين ايضا هذا العام ،،الاولي هي مرور ٣٥عاما علي تأسيس المدينة نفسها كما قال المهندس سميح ساويرس مؤسس المدينة ،فالاحتفال اصبح احتفالين ،(آري ان الجونة كمدينة ،وان المهرجان اصبحا يضيفان الي بعضهما البعض ) وكذلك قال محمد عامر ،المدير التنفيذي للمدينةان (مدينتنا موطن لأكثر من ٢٥الف مقيم من اكثر من ٥٠جنسية وتستقبل اكثر من مليون زائر سنويا ،في مجتمع بني علي الانفتاح والإبداع )،اما المناسبة الثانية الجديرة بالاحتفال فهي التعاون من خلال آفاق رسمي بين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبين مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية ،للتأكيد علي ان السينما يمكن ان تكون جسرا للتعاطف والتغيير،ايضا ،وهو ما عبرت عنه الدكتورة رانيا المشاط ،وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في المؤتمر واعلنت ان (الشراكة الاستراتيجية بين الأمم المتحدة في مصر ومهرجان الجونة والحكومة المصرية تشكل منصة ديناميكية لتوحيد السرديات العالمية وتعزيز فنون الحكي ودعم الحلول الثقافية كوسيلة للتنمية المستدامة وتعميق التفاهم الثقافي المتبادل وتعزيز قيمنا المشتركة) ،،وكل هذه الفعاليات والإبداعات تقام في ايام قليلة من ١٦الي ٢٤اكتوبر ،،فقط ،لكنها ،او بعضها ،يصل الينا في القاهرة من خلال عروض لجزء من الافلام المهمة بالمهرجان في سينما زاوية بشارع عماد الدين .
