فاطمة عمر تكتب: عبير الموت


لا أعرفها على المستوى الشخصي رغم أننا يجمعنا بيت واحد ألا وهو ماسبيرو ولكن رحيلها بهذا الشكل أثار حزني وشجوني بل وزاد خوفي من أكون مكانها يوما فكلنا أبناء ماسبيرو نعيش على حافة الموت سواء كان حقيقة أو مجازاً
إنها الزميله عبير الأباصيري رحمة الله عليها والتي نكأ رحيلها جروحاً لم يجف نزيفها وفجّر بركاناً من تساؤلات الغضب مصحوبة برغبة في صراخ مدوٍ علّه يُسمع ولو صدفة ويُلقي صداه حجراً في ماء آسن راكد يتغير طعمه بين الحين والآخر مع كل كارثة ومع كل روح تصعد إلى بارئها وهي تصب اللعنات على الجميع
نعم إن لكل أجل كتاب ولا نستقدم ساعة ولا نستأخر ولكن وبحسب ما تابعت أن نهاية الزميله رحمة الله عليها وسبحان مسبب الأسباب لإنها لا تملك 1400 جنيه كي يستقبلونها في مستشفى نزعت منه كل أسباب الإنسانيه
عبير واحدة من أبناء ماسبيرو البرره حالها كحالنا جميعا رواتبنا لا تكفينا لعيش حياة كريمه وبُح صوتنا وذهبت صرخاتنا مع رياح الفساد والإفساد ممن تولوا قيادة ذلك المبنى العريق وتركوه ورحلوا دون أن يحاسبهم أحد
والحاليون يبحثون عن حلول لتركة ثقيلة فلا رواتب لائقه ولا رعاية طبية فقد أصابها العطب لسنوات أُديرت فيها بمنطق العزبه ولا حتى مقاعد تليق بنا وبضيوفنا فقد وصلنا إلى حالة يرثى لها ومن تسببوا في ما نحن فيه يعيشون حياتهم في رغد العيش ونعيش نحن على الكفاف
هذا فيما يخص ماسبيرو الذي لن تكفيا الكلمات تعبيراً عن ألم دواخلنا
نأتي لوزارة الصحه والتي لا ينتفض مسؤولوها إلا مع رائحة الموت وليس كل موت وإنما ذلك الذي تسلط عليه الأضواء فكم من بسطاء ماتوا في المستشفيات الحكوميه دون أن يشعر بهم مسؤول ولا يصرح لهم تصريحا ولا يتخذ من أجلهم قرار إقاله ولا فصل وتحويل للتحقيق
إن تصريحات السيد وزير الصحه بعد وفاة الزميله عبير الأباصيري لم تخرج عن سوابقها في هكذا حالات ليس فيها من إبداع يذكر أو تجديد يلاحظ تنتمي في ظني إلى ثقافة التعليب مع بعض المواد الحافظه لماء الوجه والتوابل الحارقه لقلوب لم تعد تحتمل المزيد
هل كنا في حاجة الى سقوط ضحية أخرى جراء الإهمال حتى نفتش في ملفات اصفرت أوراقها إهمالا وإفسادا؟! هل يعلم الساده المسؤولون أن كلامهم متوقع وتصريحاتهم ملّها الناس من كثرة سماعها وفقدت مصداقيتها إلا قليلاً؟! أين كانت الرقابه والمحاسبة قبل سقوط الضحايا ولو كانت تسير في الأتجاه الصحيح هل كنا سنموت بالتكرار لنفس الأخطاء؟!!!!
أيها الساده ...صدقا ويقينا وقولا واحداً كرهتونا في عيشتنا ...وسلاما على أرواح رحلت ستختصمكم أمام الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا مناصب