#jubna
الخميس 7 أغسطس 2025 03:31 مـ 12 صفر 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

مروة نايل تكتب: الممنوع على تيك توك.. مباح في البرايم تايم!

مروة نايل
مروة نايل

لا سحر ولا شعوذة...

منذ حوالي شهرين فقط، كتبت أربع مقالات على موقع "أنا حوا"، لم أكن فيها أقرأ الطالع ولا أضرب الودع، بل كنت فقط أراقب ما يحدث على منصات السوشيال ميديا كمن يشاهد فيلم رعب كوميدي بتصنيف "واقعي جدًا". تحدثت عن نجومية تنبت من بيضة، وعن بورصة ترفع أسهم "الهبد"، وعن عقلية تُقدّس الصراخ وتُجرّم التفكير، وعن "القرداتي" الذي تحوّل إلى "سوشيلاتي" محترف في اصطياد اللايكات، يومها قال البعض إنني أبالغ، اليوم، وبعد أن تحوّل "تيك توك" إلى ساحة قبض وفضائح، يبدو أنني لم أكن أكتب نقدًا ساخرًا... بل تقريرًا استباقيًا عن الزمن السوشيالي الجديد.
في هذه المقالات ، كنت أراقب وأرصد التطورات المتسارعة في عالم السوشيال ميديا، كأنني أشاهد طوفانًا يتدفق بقوة لدرجة كادت تبتلع كل ما هو أصيل في ثقافتنا ومجتمعنا.
في مقالتي الأولى، "نجوم من بيض: النشوء والارتقاء للكائن الرقمي"، رسمتُ خارطة حياة الشهرة الرقمية، بدءًا من بيضة باردة لا قيمة لها، تتحول فجأة إلى فرخة مشهورة ثم إلى ديناصور يهيمن على المشهد، لكنه في النهاية ينقرض سريعًا، ليحل محله نجم آخر، وتستمر الدورة بلا نهاية. هذا التكرار المستمر يكشف كيف أصبحت النجومية الرقمية لعبة خوارزميات عشوائية لا تهم الموهبة أو المضمون.

في المقال الثاني، "بورصة الهبد...!"، وصفت السوق التي تحكمها خوارزميات السوشيال، حيث لا منطق ولا جودة، فقط ضوضاء وصراخ مفتعل يرفع أسهم الرداءة، ويصنع نجومًا بلا موهبة حقيقية، مدعومين بجيوش إلكترونية تضخم التافه وتحجّم المبدع،هذه البورصة لا تترك مكانًا للعقل أو الذوق، بل تصنع فقاعة من الشهرة الزائفة التي تغذيها مشاعر المراهقة والغباء الجماعي.

ثم في مقالتي الثالثة، "مينتلتي الهبدلتي"، كشفت عن عقلية جديدة غريبة، تعتمد على الهبد والادعاء، حيث لا أهمية للمنطق أو المصادر، بل للصراخ والادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة، هذه العقلية، المنتشرة بين جمهور السوشيال، هي الوقود الذي يشعل نار الشهرة السطحية ويُبعد الناس عن التفكير النقدي العميق.

وأخيرًا، في مقالتي الرابعة، "من القرداتي للسوشيلاتي: رحلة البحث عن الشهرة واللايكات"، استحضرت التاريخ لتبيّن كيف تحوّل فن التسلية البريء في الشوارع إلى عروض غريبة على السوشيال، حيث أصبح الهدف مجرد جذب اللايكات، دون أي قيمة حقيقية أو احترام للذات. القرداتي كان يفرح الناس ببساطة، أما السوشيلاتي فصار يبحث عن لفت الانتباه بأي ثمن، حتى لو كان على حساب الكرامة.
كل هذه المقالات كانت بمثابة تحذير مبكر، استشعرت فيه الخطر الداهم الذي يمثله عالم التيك توك والمنصات الرقمية على ثقافتنا وقيمنا الاجتماعية. واليوم، ومع القبض على بعض مشاهير التيك توك وتفجر الفضائح، ندرك أن ما كنت أكتبه لم يكن مجرد نقد ساخر، بل تنبؤًا واقعياً بما يحدث حين تتحكم الشهرة الرقمية في عقولنا وقيمنا، وتهدد هويتنا المجتمعية بوجهة قد تبدو جميلة من بعيد، لكنها في حقيقتها زائفة ومخادعة.

ولأن الواقع دائمًا أكثر إدهاشًا من الخيال، جاءت الأيام الأخيرة لتؤكد تلك التحولات، ولكن هذه المرة ليس عبر فيديو ساخر أو محتوى غريب، بل عبر قرارات رسمية وضجة إعلامية
فمنذ أيام، أفاقت البلاد على حملة أمنية واسعة ضد عدد من صانعي المحتوى على "تيك توك"، والاتهامات، خدش للحياء، تهديد لقيم المجتمع، وربح غير مشروع،وكأننا كنا نعيش في نزهة أخلاقية هادئة قبل أن يظهر تطبيق "تيك توك" وباقي تطبيقات السوشيال ميديا، وما يحوي أغلبها من انحطاط وتفاهة وإسفاف.
اللافت أن الحملة جاءت فجائية، كأنها موعد خطوبة لا يحتمل التأجيل، والجميع استيقظ فجأة،فوضع "تيك توك" تحت المجهر، وكأن المنصة هي سبب انهيار الجنيه أو تأخر نتائج التنسيق.

لكن التناقض الأكبر يكمن في الازدواجية المستفزة للمعايير، فما يُلام عليه "تيك توك" وصنّاعه ،موجود وبأضعاف، في الدراما التلفزيونية والسينما وبرامج التوك شو، الإيحاءات موجودة، المشاهد الجريئة يوميًا، الألفاظ السوقية، لا أحد يعترض، بل تُعرض في أوقات الذروة"البرايم تايم"، وأحيانًا في شهر رمضان، لكن بإضاءة وميزانية أفضل، وتمثيل أكثر "احترافية"، وهذا ما أزعج القيادة السياسية في شهر رمضان الماضي، وعبّر رئيس الجمهورية عن عدم رضاه واستنكاره لما يُعرض على الشاشات مما يهدد قيم المجتمع ويعكس صورة سلبية عن الشخصية المصرية بكل مكوناتها.
هل الرقصة التي تُؤدى أمام كاميرا هاتف تُعتبر تهديدًا للأخلاق العامة، بينما الرقصة نفسها في مشهد درامي أو في مهرجان رسمي تُعد "دعمًا للثقافة والفن الراقي"؟
هل الفستان المكشوف فجورٌ إذا ارتدته فتاة أو امرأة في فيديو منزلي، ويتحول إلى "ستايل" وصرخة وإطلالة جريئة تشعل السوشيال ميديا، إذا التقطته عدسات المصورين على السجادة الحمراء أو في جلسة تصوير لنجمات الشاشات الرسمية والخاصة؟

"القيم" أصبحت مثل مقاس البنطلون الجينز، ما يناسبك قد لا يناسب غيرك، ولا أحد يخبرنا بالقياس الرسمي المعتمد، والكارثة أن من يُفصّل هذا المقاس لا يخضع هو نفسه لميزان أو معيار.
"القيم المجتمعية" مصطلح جميل ومبهم في آنٍ معًا، فهل قيم سكان القاهرة تشبه قيم أهل مطروح؟ وهل ما يُعتبر خادشًا للحياء في الصعيد يُعتبر عاديًا في الساحل؟ وهذا ما يجعلنا نتساءل: من يضع القيم؟ ومن يدفع الثمن؟
وإذا قررنا فرض رقابة قانونية تحمي هذه القيم، فهل سيكون التطبيق عادلاً ومتساويًا؟ أم أن عين الرقابة ترى البعض بميكروسكوب دقيق، وتغض الطرف عن آخرين بمبرر "الضرورة الفنية" أو "الخصوصية الثقافية"؟
وهل ننسى أن هناك أرباحًا طائلة تُجنى من أشكال أخرى من المحتوى، أقل خُلوًا من الأخلاق، وأبعد عن أعين الرقابة، لكنها تمر بسلاسة لأن اللافتة المعلّقة عليها مكتوب فيها "إنتاج رسمي"؟
أما الحديث عن "الكسب غير المشروع"، فلا بد أن يكون واضحًا، صحيح أن القانون يُحاسب من يختلس المال العام، لكننا فجأة نصبح أكثر صرامة مع ظواهر السوشيال ميديا الذين يحققون أرباحًا مشروعة وغير مشروعة من الإنترنت، في حين نغض الطرف عن أرباح ضخمة تتولد في أماكن أخرى، تقدم نفس المحتوى "السوشيلاتي" الذي تم إيداعه في قفص الاتهام، ومن المضحك المبكي أن بعض نجوم ونجمات السينما والتلفزيون يقومون بتقليد المحتوى الهابط والتافه والمسف، لمتهمي "تيك توك"، ويقومون بعرضه على حساباتهم في تطبيق "تيك توك" دون أن يحاسبهم أحد.

لا أحد يطالب بترك المحتوى بلا رقابة، ولا أن يكون بلا مسؤولية، ولا أحد يدّعي أن كل ما يُنشر على "تيك توك" بريء، ولكن إذا كانت هناك مخالفات، فلتكن هناك قوانين واضحة تُطبّق على الجميع بحزم وعدالة، دون أن تتحول العدالة إلى "ترند" موسمي.

القيم الحقيقية لا تُحمى بحملات مفاجئة، ولا تُصان بالخطب والشعارات، بل تُحمى حين يكون الجميع، دون استثناء، تحت مظلة قانون واحد، لا يُميّز بين راقص على "تيك توك" وممثل على الشاشة، ولا بين فستان منزلي و"إطلالة رسمية".
حين نكفّ عن استعراض الفضيلة، ونبدأ في تطبيق العدل... فقط حينها، يمكن أن نقول إننا نحمي القيم بمقياس واحد على الكل دون تمييز

مروة نايل
#jubna
#ada

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 03:31 مـ
12 صفر 1447 هـ 07 أغسطس 2025 م
مصر
الفجر 03:41
الشروق 05:18
الظهر 12:01
العصر 15:38
المغرب 18:44
العشاء 20:10