كيف تتعامل الأم مع تغيرات المراهقة؟ نصائح ودعم لتجاوز المرحلة بسلام


يواجه الكثير من الأمهات صدمة عندما تطرأ تغيرات مفاجئة على سلوك بناتهن، حيث تتحول الفتاة من شخصية هادئة ومعتادة على العزلة إلى شخصية مختلفة تمامًا، أكثر انفتاحًا ورغبة في التعبير والمشاركة الاجتماعية، مما يثير التساؤلات والقلق لدى الأمهات.
هذه التحولات، بحسب الخبراء النفسيين، تُعد أولى مؤشرات دخول الفتاة في مرحلة المراهقة، وهي فترة محورية ترتبط بتغيرات نفسية وجسدية وسلوكية تحتاج إلى تعامل واعٍ لضمان تجاوزها بأمان.
ما هي مرحلة المراهقة؟ وكيف يجب أن نفهمها؟
اقرأ أيضاً
تصف هاجر نور الدين، أخصائية علم النفس الإكلينيكي وتعديل السلوك، هذه المرحلة بأنها "تحول طبيعي" من الطفولة إلى الشباب، مليئة بالتقلبات العاطفية والجسدية.
وتشدد على أهمية إدراك أن هذه التغيرات ليست فجائية أو غير طبيعية، بل هي نتيجة التطور الطبيعي للنمو، وتقول: "المراهقة تحتاج إلى بيئة آمنة تتيح للفتيات التعبير عن مشاعرهن بحرية دون الخوف من الأحكام أو النقد".
أبرز التحولات خلال مرحلة المراهقة:
- تقلب المزاج: تُعد تغيرات المزاج أبرز سمات هذه المرحلة، لذلك تقترح نور الدين إنشاء "قائمة السعادة"، وهي أنشطة فردية تُسهم في تحسين الحالة المزاجية للفتيات، مثل الكتابة، ممارسة الرياضة، أو متابعة هواياتهن المفضلة.
- العزلة المفاجئة: قد تجد الأم ابنتها تنعزل عن محيطها الاجتماعي بشكل مفاجئ، هذا السلوك ليس مشكلة بحد ذاته، بل جزء طبيعي من التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تمر بها الفتاة.
تدعو الأخصائية الأمهات إلى تفهم هذه الحاجة دون الضغط عليها أو تفسيرها بشكل سلبي.
- تقوية الثقة بالنفس: التغيرات الفسيولوجية لها تأثير كبير على العلاقات الاجتماعية للفتاة، مما قد يؤدي إلى شعورها بالارتباك أو الانسحاب.
لذلك تؤكد نور الدين على ضرورة تشجيع الفتيات على التعبير بحرية عن مشاعرهن واكتشاف نقاط قوتهن لتعزيز الثقة بالنفس والاتزان العاطفي.
أهمية بناء الروتين وتحديد الأهداف الإيجابية
ينصح الخبراء بمساعدة الفتاة على تبني روتين يومي منتظم، يشمل أنشطة إيجابية وأهداف ملموسة تسعى لتحقيقها.
هذه الخطوة تُسهم في تحسين حالتها النفسية عبر تقليص تأثير العوامل الخارجية السلبية ومنحها شعورًا بالإنجاز والتحكم.
ورش عمل صيفية: دعم نفسي ومساحات آمنة للفتيات
في سعي لتحسين التواصل ودعم الفتيات نفسيًا أثناء مرحلة المراهقة، تنظم هاجر نور الدين ورش عمل صيفية بالتعاون مع إحدى الجمعيات التابعة لوزارة الأوقاف.
تستهدف ورش العمل فئة المراهقات من عمر 12 إلى 18 عامًا، وتُقام في مجموعات صغيرة لا تتجاوز 10 فتيات لكل ورشة لضمان توفير بيئة آمنة للنقاش.
توضح الأخصائية: "خلال الورشة تتاح للفتيات فرصة التعبير بحرية ومشاركة تحدياتهن دون خوف من انتهاك الخصوصية، نؤمن بأن كل فتاة تحتاج أدوات بسيطة تساعدها في فهم ذاتها وتقبل تغيراتها النفسية والعاطفية".
كما تتضمن الورش جلسات مخصصة للأمهات تقدم خلالها توجيهات عملية حول كيفية التعامل مع بناتهن خلال هذه المرحلة الحساسة.
تهدف هذه الجلسات إلى تمكين الأمهات من لعب دور داعم ومتوازن لضمان تجاوز المراهقة بسلاسة وبناء علاقة صحية مع بناتهن.
هذه المبادرات تشكل خطوة مهمة نحو تمكين الأمهات والفتيات على حد سواء لمواجهة تحديات المراهقة بوعي إيجابي وبناء.