انهيار منزل طفولة نور الشريف في السيدة زينب يعيد ذكرياته إلى الواجهة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية موجة واسعة من التفاعل بعد تداول خبر انهيار عقار بمنطقة السيدة زينب في القاهرة، والذي تبين أنه يحمل ذكريات طفولة الفنان الراحل نور الشريف، إذ كان المنزل الذي شهد نشأته وبداية حياته قبل أن يصبح أحد أعلام الفن في مصر والعالم العربي.

العقار، المكون من 5 طوابق، انهار صباح اليوم بمنطقة حارة محمد عنايت المتفرعة من شارع قدري، مما أسفر عن وفاة سيدة وإصابة عدد من السكان.

فرق الحماية المدنية وفرق الإنقاذ لا تزال تعمل على إزالة الأنقاض بحثًا عن ناجين أو ضحايا محتملين، فيما خيم الحزن على أهالي المنطقة العريقة التي تحمل بين جدرانها جزءًا من تاريخ القاهرة القديمة.

بحسب روايات سكان الحي وشهادات المقربين من الفنان الراحل، كان هذا العقار تحديدًا هو المكان الذي عاش فيه نور الشريف طفولته تحت اسم "محمد جابر".

ارتبط الفنان وجدانيًا بهذا المنزل البسيط الكائن بشارع محمد عنايت، حيث وُلد ونشأ حتى بدأ في تحقيق أولى خطواته نحو عالم الشهرة.

وفي تصريحات سابقة للمخرج محسن أحمد، الذي كان أحد جيران نور الشريف، كشف أن العمارة القديمة كانت قريبة للغاية من منزله، وأن الفنان الشاب حينها كان يُعرف بحبه الكبير للفن، حيث اعتاد متابعة عروض السينما الصيفية من خلال انعكاس مرآة في مطبخ أحد الجيران، ما يعكس شغفه المبكر في ظل ظروف معيشية متواضعة.

نور الشريف نفسه لم يخف يومًا ارتباطه بحي السيدة زينب، وذكر في العديد من حواراته أن نشأته في هذا الحي الشعبي الأصيل أسهمت في تشكيل نظرته للحياة وصقل شخصيته الفنية والإنسانية.

مع الحادث الأليم، أُثيرت مجددًا مطالبات سكان المنطقة بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لترميم العقارات المتهالكة في الحي للحفاظ على الأرواح ولحماية تاريخ يروي قصص رموز مصرية أثرت في وجدان الجماهير.

في الوقت ذاته، تواصل الجهات المعنية تحقيقاتها للوقوف على الأسباب التي أدت إلى انهيار العِقار، وسط تأكيدات على ضرورة التزام خطط التطوير التي تراعي الحفاظ على طابع المنطقة الأثري والتاريخي.