الشاشات الخفية.. دراسة كندية تكشف أثر ”التمرير السلبي” على الصحة النفسية للمراهقين


في عصر يهيمن عليه الحضور الرقمي، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياة الجميع، لكن بين أيدي المراهقين، يبدو أن هذه الأدوات التكنولوجية تحمل وجهًا آخر أكثر خطورة يشكل تهديدًا للصحة النفسية.
دراسة كندية حديثة رصدت علامات مقلقة حول تأثير قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، كشفت عن ارتباط مباشر بين الاستخدام السلبي لتلك الوسائل وحدوث اضطرابات القلق والسلوك.
البحث الذي أجرته جامعة ويسترن في كندا شمل 580 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا. أوضحت النتائج أنه عندما يتجاوز وقت استخدام الشاشة ساعتين يوميًا، يزداد لدى المراهقين خطر الإصابة بمشاكل نفسية وسلوكية.
اقرأ أيضاً
وزيرة الخارجية الكندية: تعليقات ترامب تظهر عدم فهم لما يجعل كندا دولة قوية
بعد منافسة قوية.. كندا تفوز بمسابقة ملكة جمال العالم للسياحة
تفاصيل استقبال وزيرة التضامن الاجتماعي لسفير كندا بالقاهرة
قدمت على هجرة لكندا.. لقاء سويدان تكشف أسباب اعتزالها الفن وسر العودة
مونديال السيدات.. شاهندة المغربى تدير مباراة كندا وفيجى
وزيرة البيئة تطير إلى كندا للمشاركة فى مؤتمر التنوع البيولوجى COP16
عاجل.. حكومة كندا تعاقب منتخب السيدات بعد فضيحة التجسس بالأولمبياد
بعد أزمة التجسس.. تصريح صادم من دروجبا عن منتخب كندا
صدمة جديدة.. ”قضية التجسس” تهدد بسحب ذهبية سيدات كندا
تفاصيل استبعاد مدربة منتخب سيدات كندا لاتهامها بالتجسس في أولمبياد باريس
بعد فضيحة طائرة التجسس.. مدربة سيدات كندا تعتذر عن قيادة منتخبها
تحرك عاجل من ”فيفا” في أزمة طائرة التجسس بين منتخب سيدات كندا ونيوزيلندا
المثير للاهتمام أن هذه المشاكل لم تكن مرتبطة فقط بالوقت المُستهلك، بل بكيفية استغلال هذا الوقت على الشاشات.
أوضحت الدراسة أن الأنماط السلبية مثل "التمرير السلبي"، وهو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو الأخبار دون تفاعل فعّال، يزيد من شعور المراهقين بالدونية وعدم الرضا عن أنفسهم أو حياتهم.
فالمقارنات الاجتماعية والانغماس في الصور والمحتويات المثالية تشكل ضغطًا نفسيًا هائلًا يصعب مواجهته.
الجائحة العالمية، التي دفعت الملايين للبقاء في منازلهم لساعات طويلة، قد عززت من هذه العادات الرقمية السلبية. فبدل أن تنخفض معدلات استخدام الشاشات بعد انقضاء فترات العزل، ازدادت ترسخًا يومًا بعد يوم.
الدراسة شددت كذلك على أهمية السياسات المدرسية التي تحد من استخدام الهواتف المحمولة في الصفوف، مشيرة إلى أن تطبيق قواعد صارمة يقلل من التشتيت ويساهم في تحسين تحصيل الطلاب الدراسي وصحتهم النفسية.
لحماية الصحة النفسية للمراهقين من مخاطر الشاشات والسلوكيات المرتبطة بها، اقترح الباحثون خطوات عملية يمكن للآباء والمربين تبنيها.
منها تقليل وقت الشاشة اليومي إلى أقل من ساعتين خلال أيام الأسبوع، وتعزيز الأنشطة الواقعية مثل الرياضة والهوايات التي تحقق توازنًا بعيدًا عن العالم الرقمي.
كما نصحوا بمناطق وأوقات خالية تمامًا من الأجهزة الذكية، مثل أوقات الطعام أو قبل النوم بساعة على الأقل.
كما أن التوعية بأهمية الاستخدام الصحي للتكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة هذه المشكلة. إذ إن نقاش الأهل مع أبنائهم حول الفنادق الرقمية واختيار الأنشطة التكنولوجية المفيدة سيساعد المراهقين في تحقيق علاقة متوازنة مع أجهزتهم.
إن معالجة هذا التحدي يبدأ بالتفاهم المشترك بين العائلات والمدارس والمجتمع بأسره لوضع خارطة طريق فعالة في التعامل مع أدوات التكنولوجيا.
ويدعو الباحثون للتأكيد على أهمية العودة للعالم الواقعي والتفاعل المباشر كركيزة أساسية لتعزيز الصحة النفسية والتنمية السليمة للمراهقين.