هالة فهمي تكتب: مولد جديد للسوشيال ميديا !!


لم نكد ننتهي ولو بشكل جزئي من قضية الطفل (ياسين) المنتهك براءته .. وعلى الرغم أن توابعها مازالت مشتعلة على صفحات ومواقع السوشيال ميديا بين شد وجذب ومحاولات بائسة من خلايا الكترونية لإشعال الفتنة الطائفية التي كلما أخمدت قام من يشعلها بدم بارد .. ورغم ما يكتبه الإخوة والأخوات من شركاء الوطن الأقباط ممن يقيمون تلك القضية بشكل عقلاني ويقبلون رأي القضاء فيها لأنها قضية شرف وأخلاق والحكم فيها للقضاء ولا علاقة للدين .. ولأن القضاء ظل الله على الأرض التزم من يقدرون قيمة الوطن الصمت أمام العدالة القضائية.. وننتظر.
لكن هذا لا يعجب نشامى السوشيال ميديا وأبطال الفضاء الأزرق فما أن وقعت حادث (روان ناصر) الطالبة بكلية العلوم جامعة الزقازيق والتي سقطت من الدور الخامس في كلية العلوم جامعة الزقازيق حتى هبوا الطلاب بالجامعة وأصحاب المواقع الإخبارية يشاركهم رواد الشوشيال ميديا كل منهم يرتدي روب المحامي ووشاح القاضي .. تحول الحادث الذي وقع يوم الأحد الرابع من مايو الحالي إلى جريمة إرتكبها عميد الكلية ومعه بعض الأساتذة .. خيال خصب !!
السبب أن الطالبة كان معها أفلام مخلة بالأخلاق تدين العميد !!
ليس هذا فقط بل أضيفت الحكايات والخيالات لتكتمل أركان الجريمة .. فمثلا إذا إفترضنا أن العميد بهذا الغباء فهل يقتلها في الكلية؟ أم كان يكفي أن يقوم برشوتها مثلا لتحصل على تقدير يؤهلها لأن تكون معيدة بدلا من قتلها والتورط في جريمة نتيجتها الفضيحة والإعدام ؟!
بل هناك حواشي أكثر خصوبة في الخيال فقد عطل الكاميرات في الطابق الذي سيلقي بها منه .. هل شاهده أحد ؟! بالطبع لا !!
أيضا قام العميد بمنع وصول الإسعاف إليها إلا بعد أن لفظت أنفاسها .. كل هذا أمام شهود العيان !!
ليس هذا فقط .. بل رفض تحريكها إلا بعد أن يأتي الإسعاف ليس لأن هذا هو المتبع في الحوادث ألا تحرك المصاب إلا بمعرفة المسعف .
لا بل أمر عمال النظافة أيضا بمسح هذا( القرف ) واصفا الدماء ليخفي آثار الجريمة وهذا على حد قولهم هكذا بشكل عادي أمامهم دون خوف !!
من الأخر نستطيع القول أن العميد قاتل محترف وغبي ليفعل هذا ؟!
ظهرت هذه الحكايات منذ يوم الأحد ٤ مايو فيديوهات وترندات وتحاليل إخبارية .. لم ترحم الفتاة العشرينة التي ماتت .. ولا أهلها الذين فجعوا بموتها !!
كيف لا .. فالحصول على الترند واللقطة أصبح بطل الحدوتة ؟
وماذا عن الحقيقة .. لا حقيقة الأن أكثر من ألف فيديو وخبر ولم تنتهي التحقيقات بعد .
لا يهم سمعة البنت فما الذي يجعلها تحصل على أفلام كهذه وهل من الطبيعي حدوث هذا ؟!
كيف عرف العميد بأنها تمتلك ما يدينه ..هل هددته مثلا ؟!
كيف عرفت زميلاتها أنها تمتلك ( سي دي ) لفضيحة العميد ؟!
هذا بفرض صحة الأكذوبة !!
ياسادة ما يحدث على السوشيال ميديا هو الجريمة الحقيقية جريمة مكتملة الأركان ونحن نناشد النائب العام والقضاء ووزارة العدل والمشرع للقانون وكل من له صلة أو يهمه الأمر أن يمنع تداول مثل هذه الأخبار ونشرها فلم يعد للمجتمع حرمة ولم يعد للناس خصوصية الأن ترتكب الجرائم دون ذبح فهذا العميد له أسرة وهذه البنت لها أهل وعلامات الإستفهام جردتهم من خصوصيتهم وسترهم .
ففي كل لحظة هناك قصة ولكل قصة مليون حكاية .. لا حقيقة الأن .. فهل نستسلم أم نسن قوانين حازمة تغلق الشاشات الزرقاء وحكايات ألف ليلة وليلة المحرفة الفاسقة .
نحن نستغيث أنقذوا مصر من هذا التفسخ وهذا الإنهيار .
لنحجب المواقع الكاذبة لنقف أمام التقدم المدمر خاصة في وجود الذكاء الإصطناعي .. وصناعة الأفلام والبرامج المشوهة للحقيقة.
لابد من قانون لا ثغرات له .. فالحرية لا تعني أبدا تمزيق المجتمع .. الحرية لا تعني السب والقذف وهتك الأعراض لفظيا وبصريا .
إنتهاك البيوت والخصوصية بهذا الشكل ستزيد الجرائم فهل هناك حلول !!
هل هناك من يسمعنا !!