نفحات تاريخية.. بداية الاحتفاء بذكرى مولد سيد العظماء في دولة مغرب الشرفاء
في كل سنة يحتفل المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف، ذكرى تحمل دلالات عدة لميلاد سيد البشرية عليه الصلاة والسلام.
واذا كانت هذه المناسبة، ما هي الا امتدادا لصوفية المشرق، فمنهم أول من احتفل بذكرى المصطفى بالمغرب؟ وفي أي زمن تعاظمت مراسيمها؟
منذ مهد الفتوحات الإسلامية، استقبل المغاربة الرسالة السامية، ولعبوا دورا مهما في تجسيرها إلى الشمال المتوسطي.
في سنة 657 هجرية، قام العزفيون بالمغرب بالاحتفال بذكرى المولد النبوي، وتحديدا في مدينة سبتة، وكان أول داعي لذلك هو الشيخ أبو العباس بن محمد العزفي، صحاب بداية "الدار المنظم في مولد النبي المعظم".
توفي أبو العباس، وتولى ابنه ابو القاسم العزفي، حاكم سبتة، تتمة كتاب ابيه، وكان ابو العباس اول من أقام ليلة الاحتفاء، تعظيما بمأثر سيد العظماء، فأقر توزيع ما جاد به من خير الطعام والحديث ونغمات المديح.
وذكر محمد بن تاويت في كتاب تاريخ سبتة، ان ابو القاسم ومسلمي سبتة عظموا هذا الميلاد، كما عظم النصارى عيد ميلاد عيسى ابن مريم.
وفي عهد الدولة المرينية، التي عانت من ضعف الشرعية الدينية في حكمها، قام رابع سلاطينها، ابو يوسف يعقوب المريني، بتعظيم ليلة سيد الشرفاء، وتنظيم مناسبات يجمع فيها الصلحاء، طمعا في دعم شرعية سلطان دولته، وهي الشرعية التي غابت عن دينية بنو مرين، وحضرت بالنسب الشريف، أيضا، في كل الدول التي أعقبت العهد المريني.
وكل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير