عادل نعمان يكتب: مالم يقال فى برنامج كل يوم عن نور الدين
ومالم اقله فى" برنامج كل يوم " مع الدكتور خالد ابو بكر ، وبصحبة الدكتور احمد كريمه ،عن برنامج " نور الدين " لفضيلة الشيخ على جمعة .
اولا : أن فضيلته حين قطع بفرضية الحجاب ، والزم المراة والبنت المسلمة بهذه الفرضية وهذا الإقرار ،قد ذهب فضيلته الى وصف عورة المرأة للإستدلال ، وهى كل جسد المرأة عدا الوجه والكفين ، إلا أن فضيلته لم يوضح لهم أن هذا عن عورة المرأة " الحرة " فقط ،وهو ماأقره الفقهاء والأئمة " واجمعوا عليه " ولنا فى هذا الإجماع تحفظ ليس مجاله الآن ، ولم يعرج فضيلته قليلا ليحدثهم عن عورة" الأمة " أو " الجارية" سواء " مسلمة او غير مسلمة" وأن عورتها كما إتفق الفقهاء من السرة حتى الركبة كالرجال تماما.
وقد كانت الإماء يتجولن فى بيوت سادتهن من الخلفاء والامراء والولاة والتجار والعامة وفى الشوارع عاريات الصدور ،و على مرأى ومسمع ومشهد من البالغين والصغار الذين لم يبلغوا بعد دون حرج ، بل ولقد اباح لهن بعض الفقهاء الصلاة على هذا النحو دون غطاء لجسدها او لشعرها ، ولم يكن خافيا على احد ان الإماء والجوارى كن أجمل من نساء العرب ،وكن أكثر تهييجا وإثارة ، حتى ان نساء العرب قد شكون الى عمر بن الخطاب إنصراف الرجال عنهن الى بنات الصفر ، وذلك حتى تكون الصورة كاملة امام المتلقى فتزداد حيرته وتساؤله ، فإذا كان الحجاب لعفة ولغض طرف الرجال وصرف نظرهم عن النساء ، فلماذا تركوا الإماء والجوارى عاريات الصدور وهن اكثر إغراء ومدعاة الى النظر والملاحقة والإغواء والإغراء ؟ !!.
الثانية: فى معرض حديث فضيلته قد أشارالى عقوبة "الرجم" للمرأة الزانية والرجل الزانى ، وهذا محل خلاف جذرى ،ولم يحمل القرآن فى آياته عقوبة للزانى والزانية سوى الجلد، اما عن حكاية الرجم فلها قصة نتناولها بإيجاز شديد، وقد كان تناولها امام الناس من الاهمية حتى يعرفوا كيف يتم نسخ الحكم مع بقاء التلاوة "القراءة"، بحكم ليس يستدل عليه إلا برواية ينقصها الكثير من المنطق والحكمة، ويستنكر الكثير من الفقهاء رواية بن إسحاق والتى جاء فيها: تقول السيدة عائشة (لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان فى صحيفة تحت سريرى ،فلما مات الرسول وتشاغلنا بموته دخل داجن " ماعز " فاكلها) وهذه الرواية رواها بن إسحاق عن عبد الله بن ابى بكر عن عمرة ،وفى هذه الرواية قد خالف بن إسحاق الرواة كما قال كثير منهم " ،فإن الإمام مالك رواه عن عبد الله بن ابى بكر على نحو مختلف " قالت السيدة عائشة " نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس رضعات معلومات " ، وفارق كبير بين الروايتين ، كما انه ليس من المعقول ان الروايتين يكملان بعضهما بعضا ، فإما الرواية الاولى او الرواية الثانية ، ويستنكر الكثير من الفقهاء " رواية بن إسحاق " ويكفينا ماجاء به القرآن ، وهو اصدق من الروايات وأسلم ، ناهيك ايها القارئ العزيز عن تعطيل وتوقيف العمل بهذه الحدود عدا دول قليلة نتيجة العمل بالقانون الوضعى لاسباب كثيرة وعلل اكبر،ليس المجال مجالنا الآن ،فنحن نفند فقط اطراف الحديث.
دعونى ايها السادة اعرض عليكم كيف خرج الكثير من السلفية على الشيخ على جمعة، بل واتهموه بتحليل الحرام وجاء على لسان شيخ سلفى على قناة زين خير الله ( سئل عن الكريسماس قال حلال ، سئل عن الصداقة بين الاولاد والبنات قال حلال، سئل عن الحب خارج نطاق الزواج قال حلال ،سئل هل يدخل غير المسلم الجنة قال يدخل الجنة ،وكل هذا مخالف لشرع الله وضد الفطرة ) هذا ماصرح به الشيخ وزاد ( حتى لو كانت نيتهم صالحة فإن الشيطان سوف يفسد هذه النية ) – وقد كان سؤال الشيخ على جمعة للسائل عن نية الاولاد والبنات ومدى صدقها وهى اساس الحكم على هذه العلاقة - ويعقب الشيخ ويتساءل " فلماذا نهى الشرع المرأة عن مصافحة الرجال ، والحديث معهم ،وحرم الخلوة بينهما ، وحجب المراة ونهى عن وضع الزينة والمساحيق مادام الامر بهذه السهولة ؟؟) واستدل الشيخ بما كتبه عبد الله رشدى على صفحته وجاء فيها "ردا على الشيخ على جمعه وإن لم يصرح بهذا لكنه يقصده ويعنيه من فحوى التعليق يقول : " لايجوز فى دين الله ان تخرج الفتيات مع الشباب ، يتضاحكون ويتمازحون ،بدعوى نيتهم الصادقة ، ولايقبل هذا على محارمه رجل مسلم غيور ، ولقد فصل النبى الرجال عن النساء فى مسجده ، وجعل للنساء بابا يخصهن لايدخل ولايخرج منه الرجال ، ونهى الرجال الإنصراف من المسجد بعد الصلاة حتى ينصرف النساء ،فما بالنا بالخروج والتنزه وتناول النظرات بدعوى النية الصادقة ؟ .
فضيلة الإمام المشكلة ليست فينا ولا فى اولادنا المشكلة فى جيوش السلفية التى خربت عقول الشباب ،فهم فى حاجة الى دروسكم ووعظكم ، واكاد اجزم ان أمر الشارع فى ايديهم وتحت اعينهم وابصارهم ،وليس تحت ايدى المؤسسات الدينية وبصرها ..مع التحية " الدولة المدنية هى الحل ".
