في ذكرى وفاة هند رستم.. أبرز محطات وأسرار «مارلين مونرو الشرق»


تحل اليوم ذكرى وفاة هند رستم، إحدى أهم الممثلات في العصر الذهبي، والملقبة بـ «مارلين مونرو الشرق»، و«ملكة الإغراء»، تسبب ميلادها في الأسكندرية يوم ١٢ نوفمبر ١٩٢٩، في إلمامها بثقافات عديدة احتضنتها عروس مصر هذه المرحلة، كما تسببت نشأتها من أب تركي وأم مصرية، في جمعها بين الثقافتين.
من مأساة النشأة إلى نشأة المأساة
ورغم ما حظيت به في نشأتها، إلا أنها كبرت على الشدة والعنف؛ نتيجة لما عرف عن والدها، حتى أنه أطلق عليه لقب موسوليني، لاسم الزعيم الإيطالي المعروف.
تعرضت هند رستم لحادث في طفولتها أدي إلى إصابتها بعاهة مستديمة أثرت على مشيتها طوال حياتها، إلا أن بعد شهرتها أطلق الجمهور على هذه المشية لقب “التقصيعة”.
انفصل والداها عام ١٩٣٦، وكان عمرها ٩ سنوات، وأخذ والدها حضانتها بالقوة، وبعد سنوات عدة تركت التعليم وخرجت من المدرسة الفرنساوي المقيدة فيها، وانتقلت لتعيش مع جدتها؛ حياة هادئة؛ للمرة الأولى، في جاردن سيتي، بعد زواج والديها من أشخاص آخرين، وعادت هند للتعليم مرة أخرى ودخلت المدرسة الفرنساوي “سان فنسان دي بول”.
توفيت جدة هند عام ١٩٤٥، ونشأت مأساة جديدة، إلا أن لحسن حظها انفصلت والداتها عن زوجها الآخر، وانتقلت هند لتعيش معها في الأسكندرية.
عالم الفن
وبعد عام بحثت شركة الأفلام الشهيرة، المعروفة بالمتحدة، عن وجوه جديدة لفيلم “أزهار واشواق”، وقدمت هند وصديقتها، وأعجب بها مساعد المخرج عز الدين ذو الفقار، ودخلت هند باب الفن والسينما بأدوار صغيرة جدًا، حتى تزوجت من المخرج حسن رضا، سرًّا، عام ١٩٥٠، وعاشا معًا في منزل والدتها بمصر الجديدة، وانفصلا بعد ثلاث سنوات، ورفض حسن الاعتراف بابنته، وتدخل القضاء لحل هذه الخلافات.
وأدت هند أول دور بطولة أمام كمال الشناوي، في فيلم “اعترافات زوجة”، والذي أخرجه حسن الإمام، وانطلقت من إلى عالم السينما الواسع، حتى أصبحت نجمة شباك.
تحية كاريوكا
وتعرضت هند لكثير من الشائعات منهم خبر زواجها من عبدالمنعم الخادم، زوج الراقصة الشهيرة، تحية كاريوكا، ما أدي إلي حدوث مشاجرات بينها وبين تحية كاريوكا داخل الوسط الفني وخارجه.
فاتن حمامة
وعندما اختيرت فاتن حمامة، أفضل ممثلة في القرن ٢٠، عام ١٩٩٦، وحصلت على لقب “سيدة الشاشة العربية” خرجت هند وطعنت في الاختيار قائلة: “الاختيار ده غبي وظالم ومنافق ولو إن فاتن حمامة سيدة الشاشة احنا نبقي الجواري؟” وكان ذلك كافيًا لإنهاء العلاقة بينهن، حتي عندما توفت هند رستم، رفضت فاتن حمامة تعزيتها.
شفيقة القبطية
ساهم الفيلم “شفيقة القبطية”، عام ٦٣، في دخول هند رستم التاريخ من الباب الكبير؛ إذ أصبح نجمها في سماء بعيدة بعده، وطوال فترة الستينات، لدرجة أن عباس العقاد، المفكر الكبير، أسماها نجمته المفضلة، بعد رؤيته الفيلم.
نكسة 67
ومنذ عام 1967، عام النكسة، خفت نجم رستم، وبدأ ظهور فنانين جدد، نتيجة طبيعية لتغير المرحلة، حتى قررت رستم الاعتزال عام 1979، وتفاجئ الوسط الفني والجمهور كله بهذا الخبر، وحاولوا إقناعها بالعودة عنه، إلا أنه رفضت، بعناد معهود عنها، عرف عنها مذ أطلق عليها والدها الروحي، حسن الإمام لقب ” عند رستم”.
وبعد الاعتزال عاشت هند في عزلة تامة، ولم تحضر أي مهرجانات أو تكريمات، في محاولة للحفاظ على الصورة الجميلة التي اعتاد عليها الجمهور.
أزمة 98
تعرضت رستم لأزمة قلبية عام ٩٨، وكان يتوجب عليها السفر لأمريكا لأجراء عملية جراحية باهظة الثمن، فاضطرت إلى بيع التحف والأنتيكات بمنزلها؛ للقيام بالعملية، وكتب لها عمر جديد.
وفي عام 2004 حصدت جائزة الدولة التقديرية في الفنون، ورفضت استلام الجائزة بسبب اعتزالها الفن، وبعد 5 سنوات من هذه اللحظة، توفي زوج هند رستم، وحب عمرها، الدكتور محمد فياض، وتعرضت لأزمة قلبية مرة أخرى.
وفي أول أغسطس ٢٠١١، طلبت هند من ابنتها تجهيز “مقابر العيلة”، في البساتين؛ لتنتقل إلى جوار ربها يوم ٨ أغسطس ٢٠١١، وتنتهي قصة مارلين مونرو الشرق عن عمر ٨٢ عامًا؛ قدمت خلالهم أكثر من ٧٢ فيلمًا سينمائيًا.