د. وسيم السيسي يكتب: الغزو السلمى
بدعوة كريمة من لواء طبيب طارق طه لإلقاء محاضرة بعنوان: الرد على الأفروسنترك في مؤتمر: AfricaHealth الذي افتتحه السيد رئيس الجمهورية 6- 6- 2023، قلت للحضور في المؤتمر: الموضوع يبدأ برجل سنغالى، يُدعى Anta-diop، ادعى أن مصر كانت مليئة بالأفارقة السود، والغرب هو الذي شوه التاريخ، ثم جاء إفريقى ١٩٨٠، يُدعى كيتى أسانتى، يدّعِى أن الأفارقة السود هم مَن أقاموا حضارة مصر، وطبع كلمة Afrocentricity على حركتهم الشريرة.
تلقف الأفارقة السود في أمريكا الشمالية هذه الدعوة الضالّة، التي تدّعِى أن المصريين الحاليين إنما هم أبناء الغزاة من يونان إلى رومان إلى عرب إلى مماليك إلى آخره، وأن هؤلاء الغزاة قتلوهم، فهربوا إلى أواسط إفريقيا، وهم أحفاد أصحاب هذه الحضارة المصرية.
احتضنت الصهيونية العالمية هذه الحركة المشبوهة، وأخذت تغذيها بالمال والميديا والأفلام الوثائقية، مثل فيلم كليوباترا، تمهيدًا لنزوح الأفارقة إلى مصر من الجنوب «السودان»، والغرب (تشاد وليبيا)، وبعد عشرات السنين نصبح جالية صغيرة في بلادنا مصر!.
قلت إن الرد على هؤلاء الأشرار بالمنطق أولًا، والعلم ثانيًا. كليوباترا الهيلينية المقدونية لم يغفل عن تاريخها وليم شكسبير أو الفيلم العالمى ١٩٦٣ وبطلته الشقراء إليزابيث تايلور حتى يكتشف هؤلاء الأدعياء أنها إفريقية سوداء!.
أما العلم فأنا أبدأ بمعهد ماكس بلانك في برلين، والذى رئيسه Savanty Babo، الحاصل على جائزة نوبل ٢٠٢٢، قام عالمان في هذا المعهد، وولف جانج هاك ويوهانس كراوس، بأخذ عينات D.N.A من مومياوات أبوصير الملق من ١٣٠٠ قبل الميلاد حتى ٦٠٠ بعد الميلاد، وقارنوها بـD.N.A المصريين الحاليين، فكانت النتائج صادمة لهؤلاء السود المُموَّلين النصابين.
كانت النتيجة الأولى أن المصريين الحاليين إنما هم أحفاد هذه المومياوات في أبوصير الملق، أما النتيجة الصادمة الثانية فهى: ليس هناك D.N.A أسود حتى ٦٠٠ بعد الميلاد، ومعروف أن الأسرة ٣٠ انتهت ٣٣٢ قبل الميلاد بدخول الإسكندر الأكبر مصر!.
أما الصفعة الثانية المؤلمة فتأتى من بحوث أ. د. لواء طبيب طارق طه، الذي وجد ٨٨.٦٪ من جينات أسرة توت عنخ آمون «بحث أ. د. زاهى حواس، أ. د. يحيى زكريا، أ. د. سمية إسماعيل ٢٠١٠ مجلة Iama»، وجد الدكتور طارق طه هذه الجينات موجودة فينا نحن المصريين بنسبة ٨٨.٦٪، فنحن أحفاد هؤلاء الأجداد العظماء، ثم يأتى بحث علماء كمبردج: المصريون فينا جميعًا كآسيويين وأوروبيين منذ ٥٥ ألف سنة «المجلة العلمية للجينات البشرية ٢٠١٥».
Egyptians In All Of Us!
American Journal Of Human Genetics.
أنهيت محاضرتى بعدة توصيات: ١- حق انتفاع وليس تمليكًا لأرض أو عقار أسوة بالدول العربية مع الأجانب.
٢- مشاركة المصريين في أي مشروع أجنبى بنسبة ٥١٪ أسوة بالولايات المتحدة الأمريكية.
٣- كثافة سكانية مصرية في المناطق النائية، فالهكسوس لم يدخلوا مصر حربًا، بل كان غزوًا سلميًّا، وحتى نُخرجهم كانت حربًا ضروسًا، توقفت النساء فيها عن الإنجاب من هول المعارك برًّا وبحرًا. مَن يتصور أن في معركة واحدة استولت مصر على ٣٠٠ سفينة من الهكسوس؟!!. هل كانت حربًا عالمية؟!. أرجو أن نفيق قبل فوات الأوان.
