سهير صقر تكتب: خط أحمر


حدودك النفسية والجسدية خط أحمر، حدودك العاطفية خط أحمر .
فكل دولة لها حدودها الخاصة بها والتي تفرض عليها سيادتها الدولية وسياج من القوانين والأنظمة التي تجرم وتحرم من يحاول أن يقترب منها رغبة منه أن يتخطاها أو ويغزوها.
فكل منا يجب أن يكون مثل هذه الدول حددوده النفسية والجسدية والعاطفية بل وحدوده الاجتماعية خط أحمر ,
فأنت الحارس الأمين عليها , فلا تسمح لأي شخص مهما كانت مكانته أن يخترق تلك الحدود ويغزوها .
فلابد من وجود بما تسمي بالمسافة الآمنة والتي من خلالها تكون علاقتنا بالآخرين متوازنة والتي تحمي صاحبها من أي غزو لنفسه أو احتلال لخصوصياته حتي لا تكون هناك الفرصة لابتزازك نفسيا وجسديا وعاطفيا ولا تسمح لأحد أن يستهين بك وبمشاعرك ويقلل من شأنك لأنه لا يخفي علينا أننا نتعامل مع عقليات مختلفة وطبائع مختلفة، فأننا نتعامل مع بشر وليست ملائكة , فأنت من ترسم خطوطا وتضع حدودا للآخرين في التعامل معك حتي لو كلفك هذا بأنك تخسر الكثيرين من حولك فالأهمية ليست بالكثرة ولكن في قيمة من يقدرك ويحترمك ويحافظ عليك وعلي تلك الحدود ولا يحاول تحت أي ظرف أن يتخطاها ,فكن أنت رئيسا لجمهورية نفسك من أجل سلامتك النفسية والبدنية ولا تجعل نفسك متاحا للجميع في أي وقت وفي أي مكان, ولا تتفان في العطاء عل حساب نفسك فيصبح عطاؤك حق مكتسب للآخرين فإذا هانت عليك نفسك فلا تحزن عندما تهن علي الآخرين فيجب أن تحب نفسك أولا وتقدرها ثانيا وتحمي حدودها ثالثا ولتتعلم أين ومتي تقول كلمة لا حتي حتي لايسبيحك الآخرون .
وألا يكون عشمك في الآخرين أكبر من حجمه لأنه كلما كان العشم أكبر كلما كانت الصدمة قاسية فكن معتدلا في كل شئ حتي تضمن سلامتك النفسية وأياك وخزل النفس فنحن من نسل آدم الذي نفخ الله تعالي فيه من روحه بل وأمر الملائكة بالسجود له فلا يعقل أن يكرمك الله وتهن أنت نفسك , قال تعالي في كتابه العزيز " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا "
فالموت والحياة والرزق بيد الخالق فلا تجعل نفسك عبثا ولهوا في أيدي الآخرين .