الثلاثاء 23 أبريل 2024 01:31 مـ 14 شوال 1445هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
ملفات

العالم يتذكر صدام حسين فى ذكرى رحيله.. سر عشقة للمصريين «مقهى الدقى وبواب العمارة»

أنا حوا


مرت منذ أيام ذكرى رحيل صدام حسين، حيث حل فى 3 يسمبر 2006، وكانت له ذكريات ومواقف وحكايات جعلت الذين عاصروه يسردونها حتى الآن، منهم حارس العقار الذى كان يسكن فيه بحى الدقى والذى كان يحبه صدام ويجلس معه كثيرًا وأحيانًا يطلب منه ان يشترى له السجائر والطعام وينسى أن يحاسبه لعدة أيام حتى يتذكر "صدام" فيسأله لماذا لم يطلب ثمن الأشياء فيقول له: فى بيتها وهو ما جعل صدام بعد أن عاد لبلاده يتذكر الحارس ويرسل له السفير العراقى بأموال وعندما سأل الحارس هوه الواد صدام بيشتغل ايه دلوقت فقال السفير: بيشتغل رئيس جمهوربة.. لم يصدق الحارس ولم يعلق وأخذ مظروف الفلوس ومضى يحكى للسكان أن الواد صدام بعت واحد بيضحك عليه وقال انه بيشتغل رئيس جمهورية وأخذ يضحك، ولا يزال حى الدقى الشهير بوسط القاهرة يحتفظ بذكرياته عن صدام حسين الذى عاش فيه ثلاث سنوات، علي الرغم من أن أربعين عامًا مرت على وجوده هناك عندما جاء للقاهرة هاربًا من ملاحقة أجهزة الأمن العراقية‏، إثر قيامه بمحاولة اغتيال رئيس العراق آنذاك عبد الكريم قاسم‏، واستغل صدام فترة لجوئه عام‏ 1960‏ حتى عام‏ 1973‏ لإكمال دراساته التى تركها قبل انضمامه للتنظيمات السرية لحزب "البعث" الذى كان فى طور النشأة آنذاك‏، فالتحق بمدرسة قصر النيل الثانوية التي تقع في قلب ميدان الدقي‏، ثم التحق بعدها بكلية الحقوق جامعة القاهرة التى لا تبعد كثيرًا عن حي الدقى الذى كان ومازال يعج بالدارسين العرب فى هذه الجامعة العريقة‏.‏






 






يقول من عاصروه أن شخصية صدام حسين لا تنسى‏ وأنهم مازالوا يحتفظون بذكرياتهم معه‏، لأنه كان من أشهر الطلاب العراقيين بسبب مشاغباته الكثيرة ووجوده على رأس شلة كبيرة من العراقيين يظهر فيها كقائد‏، فقد كانت شخصيته كما يتذكرون عنيفة جدًا‏، وفي الوقت نفسه يتميز بالكرم والعطف علي الآخرين‏، فلا يرد من يطلب مساعدته‏ ودائمًا ما يظهر قويًا وجريئًا‏، لذلك هم لا يصدقون حتى الآن ما بدا عليه من ضعف واستسلام‏!.















كان صدام حسين دائم التردد على مقهي إنديانا الشهير وسط ميدان الدقى‏ ويتذكر بعض العاملين بالقهوة أنه كان أحيانًا يحب الجلوس بمفرده علي الترابيزة رقم‏ 5 ليتناول قهوته ويقرأ فى كتبه الدراسية‏، وقد نشأت بينه وبين عم حنفي صاحب المقهي علاقة قوية، فقد كان يرحب دائمًا بصدام عند مجيئه وينصحه بالابتعاد عن المشكلات والسياسة التي كان يتحدث في أمورها مع عم حنفي فقط‏ وقد ظلت العلاقة وطيدة بينهما حتي بعد عودة صدام إلي العراق‏، فقد كان يعطف عليه لعلمه بوجود ابنة له مريضة‏ وكان كثيرًا ما يرسل له نقودًا وهدايا عن طريق السفارة‏ ويعالج ابنته المريضة علي نفقته‏ وكان عم حنفي الذي توفي قبل سنوات يردد دائمًا أن صدام حسين إنسان شهم وجدع‏.‏






 






ويتذكر العاملون بمقهي إنديانا أنه بعد تولي صدام حسين الحكم في العراق جاء إلي المقهي وتناول قهوته علي ترابيزته المفضلة وسدد ديونه للجرسونات ودفع بقشيش‏ (500‏ دولار‏)‏ وترك بعض الهدايا‏.‏






 






وكان من عادات صدام حسين اليومية داخل حى الدقى أنه كان يتناول طعامه فى مطعم كبابجى الدقي،‏ وكان يعد له الساندويتشات الحاج عبد القادر الخولى الذى يبلغ من العمر‏ 80‏ عامًا‏ ويقول‏:‏ كنت أعامله كزبون عادي فلم أتوقع أنه رجل عسكري أو أنه سيكون له شأن يومًا ما‏ وكان طلبه لا يخرج عن ساندويتشات الإسكالوب والروزبيف فى العيش الفينو‏ فهو لا يحب الأرز أو الخضراوات‏ وعندما كان يدخل المقهي يرسل لي الجرسون للإسراع بالطلب‏ وفي أحيان كثيرة لم يكن يملك ثمن سندويتشاته‏، فكان يؤجل الدفع لأيام‏ لكنه كان حريصًا علي سداد كل ديونه‏ وعندما ترقي وتولي منصب رئيس العراق لم أره أبدًا‏.









 






ويحكي عم محمد شرقاوي أشهر سمسار شقق في الدقي ومن أول المصريين الذين وطد معهم صدام علاقته:‏ كان صدام دائم القلق‏، يحب تغيير مسكنه كثيرًا‏ وأول مرة رأيته قال لي‏:‏ أريد أن أسكن في مكان غير مشهور ومن الصعب الوصول إليه‏ ولم أسأله عن السر علي الرغم من أنني كنت أراه دائمًا مع أصدقاء كثيرين فى المقهي‏،‏ وعندما وجدت له في البداية شقة في إحدي العمارات بجوار الميدان فرح بها وأعطاني السمسرة‏، وبعد ساعات جاءني مرة أخري، طالبًا سكنا آخر ووجدته غاضبًا فخشيت أن أسأله وأخذته إلي شقة بشارع النيل في الدور الثالث‏ وكنت أعلم أنها شقة لا يحبها معظم الزبائن‏، لكنني فوجئت به يشكرني وأعطاني حقي‏ وهمس في أذني بألا أخطر أحدًا بمكان سكنه الجديد‏.‏






 






وظل يقطن في هذه الشقة ما لا يقل عن سبعة أشهر ثم انتقل للمعيشة مع حيدر السامرائي في شارع سليمان جوهر في الدقي‏ وجاءني مرة أخري، لأجد له سكنًا جديدًا ووجدت له فيلًا في المهندسين خلف نادي الصيد أعجبته جدًا وكان إيجارها‏ 22‏ جنيهًا‏ عاش بها لمدة عام ثم انتقل إلي الإسكندرية ليعيش هناك في شقة مع بعض زملائه إلي أن حدثت مشكلة كبيرة ومشادة مع زملائه انتهت بانتحار الخادمة‏ وبعدها قال الرئيس جمال عبد الناصر‏:‏ إن مشكلاته كثيرة‏ وقام بترحيله‏ وهذا ما أكده أصدقاؤه العراقيون على المقهى.‏






 













ويضيف عم شرقاوي أن العيب الوحيد في شخصية صدام هو اندفاعه القوي وشغبه الدائم‏ فعندما تحول مقهي إنديانا إلي مطعم انتقلت جلساتهم إلي مقهي البداري في ميدان الدقي نفسه‏، فكانوا يبدأون جلساتهم بالضحك وتحية القهوجي والموجودين ثم بعد ذلك وخلال دقائق من وصول صدام وجلوسه يتعاركون ويضربون بعضهم بالكراسى، وعندما يسأل أحد عن السبب كان يتعرض للإهانات‏، إلا أنه في ذات مرة حاولت التدخل فصدني طارق عزيز ونهرني فوجدت صدام يمنعه ويقول له بأنني رجل طيب لا أستحق ذلك‏ وفوجئت به في اليوم التالى، يصطحب صديقه طارق عزيز ليقدم لي الاعتذار‏.‏






 






ويؤكد عم شرقاوي أن بواب العمارة كان من المقربين جدًا لصدام حسين‏ لأن البواب كان لا يخبر أحدًا بوجوده‏ ما عدا أشخاصًا معينين‏ وبعدما رحل صدام حسين عن مصر كان يرسل أموالًا إلي البواب‏، كما أرسل له مبلغًا من المال عندما أتي إلي القاهرة عام‏ 1989‏ لحضور القمة العربية‏ وقد رحل البواب منذ عدة سنوات‏.















ويجمع السكان القدامى علي أن صدام حسين لم يكن له أصدقاء في الحي سوي اثنين‏ الأول هو الصيدلي لويس وليم صاحب إحدي الصيدليات الشهيرة بالدقي‏، فقد كان صدام دائم الجلوس في الصيدلية مع رفاقه‏، وكان يذهب معه إلي البيت ويجلسان أوقاتًا طويلة من الليل‏ وظلت علاقته قائمة به حتي وقت قريب وسافر الصيدلي كثيرًا إلي العراق لزيارة صدام‏ وحينما وجدنا الدكتور لويس رفض التحدث عن ذكرياته مع صدام‏، أما صديقه الثاني ويدعي محمد المصري فلم نعثر له علي أثر في حي الدقي‏.‏






 






ومن الأشخاص الذين تمتعوا بصداقة صدام حسين الحاج سيد الحلاق‏ الذي يتميز زبائنه بأن معظمهم من العرب الدارسين في مصر‏ وهو يقول عن صدام‏:‏ لم يظهر يومًا أنه سيكون له شأن كبير‏، لكنني كنت أشعر دائمًا أنه رجل عسكري‏، فقد كان أنيقًا يرتدي الزي العسكري دون نياشين وكان متواضعًا يحلق عندي مقابل‏ 25‏ قرشًا‏ وحينما يكون مريضًا يرسل لي وأذهب لأحلق له في منزله هو وأصدقائه ويدفع لي أجري وأكثر‏ وكان صدام يحب الجلوس عندي خاصة في الأوقات التي لا يكون صديقه لويس موجودًا‏ وكان يطلب مني الجلوس أمام المحل ومعه أحمد حسن البكر الذي شاركه في الانقلاب البعثي ضد نظام الرئيس عبد الرحمن عارف‏ وسبقه في رئاسة العراق‏ وكان دائم الجلوس مع طارق عزيز ويطلب مني أن أذهب إلي منزل طارق عزيز لأحلق له لأنه لم يكن يعرفني‏ وعرفني علي العديد من أصدقائه العراقيين الذين كنت أحلق لهم في بيوتهم‏.






 






ويحكي الأستاذ عمر صاحب مكتبة قديمة لبيع الكتب تحولت فيما بعد لمطعم انه كان دائم التردد على المكتبة وكان يشتري الكتب السياسية ويطلب كتب معينة للمؤرخين وكنت ادله على أماكنها في الأزبكية او بعض المكتبات القديمة وكان يحب الاطلاع والقراءة.






 






رحم الله صدام حسين الذي حزنت عليه الأمة العربية لانه انتهى نهاية مأساوية ولم يخضع ولم يتوسل لقاتليه.



وأيضًا.. https://www.facebook.com/anahwa2019


أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 01:31 مـ
14 شوال 1445 هـ 23 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:47
الشروق 05:20
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:27
العشاء 19:50