عماد فرغلي يكتب : حسن حسني أيقونة الكوميديا

لم يكن الفنان حسن حسني مجرد ممثل كوميدي يثير الضحك ويزرع الابتسام ويصنع البهجة لكنه كان شخصية فنية محببة ومفضلة وقريبة من قلوب جمهور السينما والمسرح والتلفزيون في مصر والعالم العربي ، لم يختلف على حبه أحد ، ولم يشكك في مواهبه ناقد ، ولن يشغل فراغه فنان آخر .



لقد كان الفنان الجميل حسن حسني شريكا في كل الأعمال الكوميدية المصرية الناجحة على مدى أكثر من ثلاثين عاما ، بل كان هو سبب نجاحها المباشر ، وعلى اكتافه تحول شباب الى نجوم ، ومن ورائه جنى المنتجون الملايين .



تميز أداء الفنان الراحل بالبساطة والعفوية وخفة الدم وابتسامته المعهودة ، كما أن تعليقاته الساخرة التي كان يطلقها في كل المشاهد التي ظهر فيها أصبحت فيما بعد من العلامات المسجلة باسمه بعد أن تقبلها الجمهور وحفظها وتفاعل معها ، وما كانت لأي من تلك التعليقات أن تجد هذا الصدى إن أتت من أي ممثل آخر يقوم بنفس الدور ، وفي ذلك دلالة على موهبته وقدرته على الإقناع والقبول الذي كان يحظى بهما، وقد وصفه الفنان عادل إمام في أحد اللقاءات التلفزيونية بأنه غول تمثيل ، يستطيع أن يسرق الكاميرا من كل الممثلين الذين يعملون معه ، وهذه الشهادة من نجم نجوم الكوميديا تغني عن أي تقييم .



حسن حسني هو الإنسان الذى تعجب بشخصيته المرحة وتراه قريبا منك وتتمنى أن يكون فردا من عائلتك ، أو أحد جيرانك ، أو صديق طفولة أو زميلك في العمل ، هو الشخص الذي لا يثير المشاكل ولا يحملك الهموم ، لا يغار منك ولا يحقد عليك ، ودائما ما يتمنى الخير لكل من حوله ، وهكذا فعل مع النجوم الذين عملوا معه وهم في بداياتهم الفنية فصنع منهم أبطالا ، وبقى هو على حاله البطل الثاني في عيون المنتجين والنجم الأول في قلوب المشاهدين .



رحم الله الفنان القدير حسن حسني الذي تفانى في عمله من أجل أضحاكنا ، ولكنه أبكاناً في مشهده الأخير .