آلام النمو لدى الأطفال.. متى تكون طبيعية ومتى تستدعي القلق؟


من الشائع أن يشكو الأطفال من ألم في الساقين، خاصة أثناء الليل أو بعد يوم مليء بالنشاط الجسدي، وغالبًا ما يكفي تدليك الساقين أو استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف الألم، ومع حلول صباح اليوم التالي، يكون الطفل قد تعافى تمامًا.
ومع ذلك، ليس كل ألم يندرج تحت ما يُعرف بـ"آلام النمو"، فهناك حالات تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.
ما هي آلام النمو؟
اقرأ أيضاً
آلام النمو تُعتبر نوعًا من آلام العضلات، وتظهر عادةً في الأطراف السفلية خلال فترات النمو المتسارع. هذه الحالة شائعة لدى الأطفال الذين يُمارسون الرياضة والنشاط البدني.
يتميز الألم بأنه:
- موضعي غالبًا حول الساق أو الفخذين.
- يحدث عادةً مساءً أو ليلًا.
- يصاحبه إحساس خفيف ومؤلم يتحسن عادةً مع التدليك أو الراحة.
- قد يستمر لأسابيع أو أشهر لكنه يختفي تدريجيًا دون حاجة لتدخل طبي كبير.
العلاج المناسب يشمل الكمادات الدافئة، التدليك اللطيف، الترطيب الجيد، التغذية المتوازنة، وروتين الإحماء قبل النشاط البدني.
عادةً لا يتطلب الأمر فحوصات طبية إذا كانت الأعراض ضمن النمط التقليدي المعروف.
متى يجب القلق؟
على الرغم من شيوع آلام النمو، هناك علامات تحذيرية تشير إلى أن الألم قد يكون نتيجة حالة طبية أكثر خطورة:
- استمرار الألم طوال اليوم.
- وجود تورم أو ألم في المفاصل.
- رفض الطفل المشاركة في الأنشطة اليومية بسبب الألم.
- ألم في جانب واحد فقط.
- فقدان الوزن غير المبرر أو الإرهاق المستمر.
- وجود تاريخ من صدمة أو إصابة جسدية.
- أعراض أخرى مثل الحمى أو الطفح الجلدي.
عندما تظهر أي من هذه العلامات، يجب إجراء تقييم طبي شامل يشمل الفحص السريري وتحاليل الدم وأحيانًا التصوير بالأشعة.
أسباب مشابهة لآلام النمو
في بعض الحالات، قد تكون الأعراض مشابهة لأعراض آلام النمو ولكن ناتجة عن عوامل أخرى:
1. نقص فيتامين د: يمكن أن يسبب ألم العضلات والعظام وقد يترافق مع آلام مزمنة في مناطق أخرى بالجسم.
2. الإصابات أو الصدمات: تحتاج هذه الحالات إلى تقييم دقيق وتشخيص يتضمن التصوير بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.
3. الحالات الالتهابية: الألم الذي يزداد صباحًا ويقل مع تقدم اليوم عادةً ما يشير إلى وجود أمراض روماتيزمية.
4. سرطان الدم (اللوكيميا): على الرغم من ندرتها، قد يكون الألم المستمر مع فقدان الوزن والإرهاق مؤشرًا على الإصابة بسرطان الدم.
الصحة العقلية وأثرها
لا يرتبط كل ألم بالمشاكل الجسدية، فأحيانًا يعكس الألم صعوبات نفسية مثل التنمر أو العزلة الاجتماعية. عندما يلاحظ الأهل تغيرًا في سلوك الطفل مثل رفضه للمدرسة أو قلة اهتمامه باللعب، من المهم فتح حوار معه لفهم حالته النفسية وتقديم الدعم المناسب له.
آلام العظام شائعة خلال مراحل نمو الطفل لكنها غالبًا ما تكون غير مؤذية.
ومع ذلك، يجب على الأهل مراقبة أي أعراض غير مألوفة واستشارة الطبيب عند الحاجة. الكشف المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الطفل وصحته المستقبلية.