الحسين عبد الرازق يكتب: بشِّروا ولا تُنفِّروا!


قالها خير خلق الله قبل قرون، وصداها دائم إلى اليوم: "بشِّروا ولا تُنفِّروا..."
التيئيس بدون سبب فيه افتقارٌ للأدب، فالصورة ليست قاتمة كما يصوّرها البعض، ولسنا على حافة الهاوية كما يدّعي المغرضون في قنوات الإخوان بالخارج، أو من هم بيننا "متأخونون"!
صحيح أن هناك غلاءً، لكن لعله ابتلاء؛ فإذا صبرنا واحتسبنا، وجاهدنا واجتهدنا، وأحسنّا الظن بالله، كافأنا بما نتمناه...
التشبث بالأمل ضرورة، مهما بلغت ضبابية الصورة.
الصورة ليست قاتمة، ولا هي - بالطبع - مُعتمة!
في تصريح صريح له، قال معالي رئيس الوزراء:
"بدأنا نجني ثمار الإصلاح، والمؤشرات تؤكد أننا على أعتاب انفراجة حقيقية."
حتى لو شكك البعض فيما حواه التصريح... لم يكن الدكتور مدبولي مضطرًّا لإعلانه قبل أوانه؛ كلامه ليس مُرسَلًا، بل منطقي بدرجة كبيرة، ولديه ما يدعمه.
ولنُلقِ نظرة عابرة بأقل عدد من الأرقام، مراعاةً لبعض الأفهام...
معدلات التضخم بدأت في الانخفاض خلال شهر يوليو، وكانت قد ارتفعت في الشهور السابقة، وهذا يعني — بالتبعية — بدء استقرار الأسعار، وهو ما نرجوه ونتطلّع إليه.
الاحتياطي النقدي في البنك المركزي تجاوز 46 مليار دولار، وربما يزيد، وهو أعلى رقم منذ زمن بعيد.
الاتفاقيات والاستثمارات التي وُقّعت في النصف الأول من هذا العام دخل جزء كبير منها حيّز التنفيذ. نسأل الله الاستزادة، وما ذلك على الله بعزيز.
تحويلات أبنائنا في الخارج — والحمد لله — في ازدياد. أليس في هذا كله خيرٌ كثيرٌ للبلاد؟
مؤشرات السياحة تحسّنت؛ أكثر من 8 ملايين سائح زاروا بلدنا خلال النصف الأول من هذا العام. كلام جميل ورائع وتمام...
هل يعني ما كتبناه الآن أن الأزمة قد انتهت؟ وهل خفّت معاناة الناس؟
بالطبع لا...
إنما هي خطوات على طريق الانفراج، وجدنا من واجبنا إعلانها، لا إدخالها الأدراج.
القادم أفضل بإذن الله، فالنور في منتصف النفق، وليس في آخره.
قادمُنا بإذن ربنا أفضل، وقادم المتاجرين بآلام الناس أفشل.
بشِّروا ولا تُنفِّروا، فالناس في حاجة إلى التفاؤل؛ كونوا عونًا وأملًا واحسنوا الظن بالله...
حفظ الله مصر.