الثلاثاء 15 يوليو 2025 12:18 صـ 18 محرّم 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
فنون وثقافة

السيناريست عماد النشار يكتب: من عاطف الأشموني إلى كارولين وليزا وسيتي… حين تُسرق الموهبة ويُتوّج بها الأثرياءُ

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

في عالم الإبداع، حيث تتلاقى الموهبة بالتحديات، يظل الفنانون عرضة للسرقة والتهميش، خاصة في غياب حماية قانونية حقيقية لحقوقهم. من خلال قصص واقعية ومعبرة، نستعرض اليوم حكايات الفنانين الذين ناضلوا من أجل الاعتراف بفنهم، لكنهم وجدوا أنفسهم ضحايا للسرقة والإهمال.

قدّم الفنان الراحل محمد عوض شخصية "عاطف الأشموني" في مسرحية "جلفدان هانم" كرمز للكاتب الموهوب الذي دفعته الفاقة والضغوط لبيع روايته "الجنة البائسة" مقابل المال، لتُسجل الرواية باسم آخر. رغم النجاح الجماهيري الكبير للعمل، ظل عاطف في الظل، قبل أن يصيح على خشبة المسرح: "أنا عاطف الأشموني، مؤلف الجنة البائسة!" هذه الصرخة أصبحت أيقونة لكل الفنانين والكتاب الذين يُنهب فنهم تحت وطأة الفقر والصمت المجتمعي، بينما تتلألأ أسماء أخرى على الشاشات والمنصات الإعلامية.

في عام 2025، تكررت قصة الأشموني على أرض الواقع، لكن هذه المرة على شاشة تلفزيونية. الفنانة التشكيلية كارولين ويندلين (الألمانية أو الفنلندية بحسب المصادر) اكتشفت أن إحدى لوحاتها "أن تصبح حديقة" استُخدمت دون إذن في حلقة تلفزيونية، ونُسبت إلى الإعلامية مها الصغير. كتبت كارولين في منشور مؤثر: "تخيلوا أن امرأة ثرية تنسب عملك الفني لنفسها على التلفزيون وتتركك في الظل... أنا أعمل لأعيل أطفالي، وهذا الفن حلمنا الوحيد." كان الألم ليس فقط من سرقة اللوحة، بل من إهمال المجتمع الفني والإعلامي لحقوق المبدعين الحقيقيين.

كارولين لم تكن الوحيدة. سبقتها الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون التي أبلغت عن سرقة لوحتها "رمز الحرية" ضمن نفس الحلقة التلفزيونية، دون إذن أو ذكر، واصفة ذلك بـ"جريمة مكتملة الأركان بحق الفن وحقوق المبدعين". ثم خرج الفنان الفرنسي "سيتي" ليكشف عن سرقة ثلاث لوحات له وظهورها بنفس الطريقة، مُسجلة باسم الإعلامية. تكررت قصة السرقة، ولكن هذه المرة بوجوه أوروبية وصوت عالمي، على شاشة تلفزيونية مصرية.

بعد موجة الغضب، أصدرت مها الصغير بيان اعتذار قالت فيه: "أنا آسفة... أخطأت في حق الفنانين، والظروف النفسية التي كنت أمر بها ليست مبرراً." كما عبرت الإعلامية منى الشاذلي عن احترامها للفنانين، وتم حذف الحلقة. لكن الاعتذار وحده لا ينصف الفنانين، ولا يعوّضهم عن فقدان الاعتراف والتأثير والفرص.

تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر وحقق مع قناة ON E، لكن يبقى السؤال: هل توجد آليات قانونية فعالة لحماية حقوق الفنانين؟ تحمي اتفاقية بيرن لحماية المصنفات الأدبية والفنية، التي انضمت إليها معظم دول العالم، حقوق المؤلفين والفنانين وتضمن احترام أعمالهم ومنع استخدامها بدون إذن، بينما ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق كل شخص في حماية المصنفات التي يبدعها. إلا أن التطبيق العملي لهذه القوانين لا يزال ضعيفاً في كثير من الدول، خصوصًا في ظل غياب الوعي والالتزام.

تشير تقارير منظمة WIPO إلى أن 75% من الفنانين المستقلين يعانون من مشاكل في حماية حقوق ملكيتهم الفكرية، بسبب غياب التشريعات الواضحة أو ضعف تطبيقها. كما يظهر تقرير اليونسكو لعام 2020 أن أكثر من 30% من الأعمال الفنية الرقمية تتعرض للسرقة أو الاستخدام غير القانوني عبر الإنترنت. وفي البلدان النامية، يبلغ معدل تعرض الفنانين لسرقة أعمالهم أو نشرها بدون تعويض حوالي 60%، في ظل نقص الوعي المجتمعي الذي يسهل استغلال أعمالهم. فبحسب الأبحاث، أكثر من نصف الجمهور لا يدركون حق الفنانين في التحكم باستخدام أعمالهم، مما يجعل من الصعب حماية هذه الحقوق.

العديد من المبدعين المستقلين لا يسجلون أعمالهم رسمياً بسبب التعقيدات والتكاليف، مما يفتح الباب أمام استغلال أصحاب النفوذ. المجتمع أيضاً يفتقر للوعي الكافي بأهمية الملكية الفكرية، وكأن الفن سلعة يمكن تداولها بلا قيود، رغم أن الملكية الفكرية ليست مجرد حق قانوني، بل حق أخلاقي يضمن الاعتراف بالمبدع واحترام جهوده.

قضية كارولين وليزا وسيتي ليست حادثة منعزلة، بل مؤشر على خلل عميق في العلاقة بين الفن والإعلام، بين الموهبة والتقدير. عاطف الأشموني لم يكن شخصية خيالية فقط، بل مرآة لمجتمع يهمش المبدعين ويكافئ من يسرقهم.

من خشبة المسرح إلى شاشات التلفاز، يتكرر الوجع ذاته: فن يُنتج في العتمة، ويُعرض تحت أسماء لا تستحقه. لكن الإبداع الحق لا يموت، والمبدع الحقيقي، كعاطف الأشموني، وكارولين، وسيتي، يصرخ: "أنا المؤلف الحقيقي... ولو بصوت مبحوح." الزمن قد يتأخر في الإنصاف، لكنه لا ينسى.

من هنا، تظهر الحاجة الماسة لتعزيز الوعي بحقوق الملكية الفكرية، وتبسيط إجراءات تسجيل الأعمال الفنية، وتطوير قوانين صارمة تحمي الفنانين، وتشجيع الإعلام على احترام حقوق الإبداع، ودعم المنظمات التي تسعى لحماية المبدعين، لضمان ألا يُدفن الفن الحقيقي في الظل، بل يُحتفى به وينصف مبدعه.

السيناريست عماد النشار
#
#

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:18 صـ
18 محرّم 1447 هـ 15 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:21
الشروق 05:04
الظهر 12:01
العصر 15:37
المغرب 18:58
العشاء 20:29