كتبت فاطمة عمر: موسم الموت


في طفولته كانت متعته الجلوس على مكتبه الصغير ممسكاً بورقة كقلبه ناصعة البياض يرسم أحلامه البريئه كسنوات عمره يتخليها مبهجة كابتسامته قابلة للتحقق كما صور له عقله الصغير
يكبر وتكبر معه الأحلام حتى وصل إلى الثانوية العامه ولم يكن يعرف أنها آخر سنوات العمر الذي كونته أيام جهد منه وشقى ومشقة من والديه
هكذا تخليته وهكذا شعرت به وهكذا انفطر قلب الأم الساكن في حوايا الألم على زهرة الياسمين قطرة الندى الذي راح ضحية امتحانات ومراقبين في الثانوية العامه ..موسم الموت
نعم لقد صنع القائمون على التعليم في بلادي من هذه السنة اللعينه موسماً للموت عندما جعلوها السنة التي تحدد المستقبل فمات المستقبل بحبة غلّه أوبغيرها
كيف وبعد أعوام من التعليم تتجاوز الخمسة عشر عاما ..سنة واحدة تحدد المستقبل؟
اقرأ أيضاً
المرأة المصرية في ثورة 30 يونيو.. شريك أساسي في التحول التاريخي وبناء المستقبل
شاومينج يثير الجدل..صور أسئلة امتحان الإنجليزية للثانوية العامة تتصدر التليجرام ووزارة التعليم تتدخل
فاطمة عمر تكتب: أكلاشيه
من أحلام المستقبل إلى كفن أبيض.. مأساة آية زغلول ضحية طريق الإقليمي
فاطمة عمر تكتب: والنبي ناولوني السماعه
التعليم تؤكد: امتحانات الثانوية العامة 2025 بلا تغييرات
برج القوس: انطلق نحو المستقبل اليوم
كيف تحافظ على صحة أسرتك خلال عيد الأضحى؟ نصائح وقائية من المركز القومي للبحوث
الحكم الذاتي خيار المستقبل، والمغرب يحصد ثمار استراتيجيته
طالبة إعدادية تقفز من الطابق الثاني بسبب ضغوط امتحان الجبر
بيل جيتس يستثمر 99% من ثروته في مستقبل أفريقيا
التعليم العالي تتخذ إجراءات صارمة ضد الكيانات التعليمية الوهمية
لقد فهموا المستقبل خطأ عندما جعلوه رهن إشارة عام دراسي وخطط تعليميه تتغير أسرع من أن تغير أنت ملابسك بتغير من يجلس على رأس المنظومه التعليميه في بلادي....أفكار ونظريات وقرارات تتخذ من أجل ما أسموه نهوضاً بالتعليم والواقع أنه هبوطاَ أرضياً جعلنا نعيش أياما وقف فيها التعليم عند حد الدراسة التي تنتهي بمجرد أن يسلم الطالب ورقة الإمتحان لمراقب اللجنه الذي أراه أحد دلالات فشلنا في حماية المستقبل المتمثل في أبنائنا الطلاب بما يشيعه من توتر وقلق وشوشرة على تلك العقول الجالسة أمامه
في كل عام أسمع وأشاهد مآسي تلك السنة اللعينه أصاب بحالة من الخوف الذي يشبه المرض المزمن لا تستطيع التعايش معه ولا بإمكانك تحمل ألمه
أشعر بألم قلب كل والدين ضاع ابنهما مع حلمه في يوم واحد ...ذبلت زهرة الياسمين التي رويت بسهر وتعب سنوات طوال من الشقى والحرمان من اشياء كثر ...توقفت دقات القلب عن الفرح...سكن الحلم نعشاً ...وانطفئ نور العيون
أيها الساده أذا أردتم نهضة تعليمية حقيقية فعليكم الإدراك أنكم لستم منزلون من السماء وأن خطتكم لتطوير التعليم ليست قرآناً لذلك عليكم مراجعتها حال الفشل الذي نراه كل يوم ...أن تفهموا أن أولادنا ليسوا هواتف محمولة في حقائبكم فتعيدوا ضبط المصنع كل عام والآخر ..أن تحاولوا- قدر محاولاتكم العبث بالمناهج وتغيير نظم التعليم –ألا تجعلوا من هذه السنة موسماً للموت فالضحية في النهايه هو المستقبل