لماذا تفتقر الحمامات الأوروبية للشطاف؟ قصة ثقافية ستدهشك!


تتباين العادات الصحية عبر الثقافات، فما يُعد أساسيًا في مجتمع قد يكون غريبًا في آخر، وفي العالم العربي وعدد من الدول الآسيوية، يُعتبر الشطاف (أو البيديه) ركنًا لا غنى عنه في الحمامات، بينما يظل غائبًا بشكل لافت في معظم الحمامات الأوروبية، فما السر وراء هذا الاختلاف؟ يأخذنا هذا التقرير في رحلة ثقافية وتاريخية لاستكشاف الأسباب المدهشة التي جعلت الشطاف نادرًا في أوروبا.
جذور ثقافية للنظافة
تتجلى الفروقات الثقافية في تعريف النظافة الشخصية بوضوح عند مقارنة العادات الأوروبية بتلك العربية والآسيوية، وفي أوروبا، أصبح ورق التواليت، منذ القرن العشرين، الوسيلة المفضلة للعناية الشخصية بعد قضاء الحاجة، ويرى كثيرون في هذه الدول أن الورق كافٍ لتحقيق النظافة المطلوبة، دون الحاجة إلى الماء.
على النقيض، تُعطي الثقافات العربية والآسيوية أولوية لاستخدام الماء، مما يجعل الشطاف أداة لا تُستغنى عنها، وهذا الاختلاف في الرؤية يُفسر غياب الشطاف عن الحمامات الأوروبية، حيث لا يُعتبر ضرورة يومية.
إرث تاريخي يشكل العادات
تعود جذور غياب الشطاف في أوروبا إلى الممارسات التاريخية، وفي العصور القديمة، لم تكن الحمامات الخاصة منتشرة، وكان الأوروبيون يعتمدون على الأحواض العامة أو الملابس النظيفة للعناية بالنظافة، وورق التواليت، الذي تطور لاحقًا، أصبح الحل العملي والمُفضل.
في تلك الحقب، لم يكن الشطاف، كأداة مخصصة، جزءًا من التقاليد الأوروبية، على عكس الثقافات التي ربطت النظافة بالماء كعنصر أساسي، وهذا الإرث التاريخي شكّل تصميم الحمامات الحديثة في أوروبا، حيث ظل الشطاف خارج دائرة الاستخدام الشائع.
ختامًا: تنوع يعكس الثقافات
يُبرز غياب الشطاف في الحمامات الأوروبية كيف تتشكل العادات اليومية وفقًا للثقافة والتاريخ، بينما يُمثل الشطاف رمزًا للنظافة في العالم العربي، يجد الأوروبيون في ورق التواليت كفايتهم، وهذا التنوع يُذكرنا بجمال الاختلافات الإنسانية التي تُضفي نكهة فريدة على حياتنا اليومية.