بعد اعتقالها.. من هي عهد التميمي تميمة فلسطين؟
بعد اعتقالها للمرة الثانية بدأ اسم عهد التميمي يبرز على كافة منصات التواصل الاجتماعي كأحد أبرز الناشطات الفلسطينيين، تعرف على سبب اعتقالها وكافة التفاصيل حول من هي عهد التميمي؟.
اعتقلت القوات الإسرائيلية الفلسطينية عهد التميمى خلال تواجدها فى قرية النبى صالح بالضفة الغربية، بتهمة «التحريض على الإرهاب».
فى المقابل، أعلن وزير الأمن القومى الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اعتقال عهد التميمى بنشر صورتها مكبلة اليدين، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا).
وعلق الوزير الإسرائيلي: «منذ اندلاع الحرب أعربت عن تعاطفها ودعمها لـ(النازيين) على وسائل التواصل الاجتماعي، لا تسامح مع الإرهابيين وداعميهم».
ونفت والدتها ناريمان التميمى أن تكون ابنتها كتبت منشورًا يحرض على القتل: «هناك عشرات الصفحات على الإنترنت باسم عهد والتى تحمل صورتها، ولا علاقة لها بها»، مشيرة إلى أن زوجها باسم التميمى اعتقل فى 20 أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين لم ترد أنباء عن مكان وجوده.
وهذه ليست المرة الأولى التى تعتقل فيها عهد التميمي، إذ واجهت القوات الإسرائيلية وهى ابنة الـ14، وشاهدها العالم خلال الصور ومقاطع الفيديو أثناء مقاومتها الاحتلال الإسرائيلى رغم صغر سنها وشجاعتها، بل كانا علامتين خطفتا الأنظار نحوها إضافة إلى تعرضها للسجن والاعتقال فى مقتبل عُمرها.
وأصبحت التميمى أيقونة للقضية الفلسطينية ورسمت صورة كبيرة لها على جدار الفصل الإسرائيلى فى الضفة الغربية فى يوليو 2018، حينما كانت فى الـ17 من عُمرها، ووصل ارتفاع اللوحة الجدارية إلى 4 أمتار، وحصلت على العديد من الألقاب وأُطلق عليها «روزا باركس الفلسطينية».
وعُرفت أيضًا بـ«أيقونة الاحتجاج فى سن المراهقة» و«الوجه الجديد للمقاومة الفلسطينية» و«أيقونة فلسطين»، والكثير غير ذلك، فيما وصلت رسالتها وصوتها إلى رسّام لوحة تشى جيفارا الشهيرة، وهو الفنان الإيرلندى جيم فيتزباتريك عام 2018، ورسمها وهى تحمل علم فلسطين ووصفها بـ«المرأة المعجزة».
عهد التميمي.. «أيقونة فلسطين»
وُلدت عهد التميمى فى 31 يناير2001، قرب بداية الانتفاضة الثانية، ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فإنه اعتبارًا من عام 2013 كان جميع سكان قرية النبى صالح البالغ بينهم روابط دم أو زواج، وجميعهم تقريبًا يحملون الاسم الأخير التميمي، حسب ما ذكرته الصحيفة.
وفى 2012، عندما كانت عهد تبلغ من العمر 11 عامًا فقط، انتشرت صورة لها وهى ترتدى قميصًا بدون أكمام وعليها علامة السلام وتهز قبضتها فى وجه جندى إسرائيلي، وحينها كانت التميمى تستعد للحصول على «جائزة حنظلة للشجاعة» والتى تسلمتها فى إسطنبول.
وهناك عوملت عهد ووالدتها كالأبطال، وتم استقبالهما فى المطار من قبل عشرات الأطفال الذين كانوا يرتدون قمصانًا مطبوعة عليها صورة عهد، تبعهم الصحفيون فى كل مكان وتجمعت الحشود عندما ساروا فى الشوارع، فيما ألتقاها العالم للمرة الثانية وذاع صيتها عندما التقطت عدسات الكاميرات صورًا لها وهى تعض جنديًا إسرائيليًا لمنعه من اعتقال شقيقها الذى كانت ذراعه مغطاة بالجبيرة.
وفى كل مرة تتحرر بأعجوبة من قبضات القوات الإسرائيلية، لا تتوقف محاولاتها المستمرة لمقاومة الاحتلال، ففى 15 ديسمبر 2017 ظهرت عهد مع ابنة عمها ووالدتها ناريمان أثناء ركل الأولى لجندى إسرائيلي، والتى أُدينت التميمى على خلفيتها بأربع تهم هى الاعتداء على ضابط وجندى فى الجيش الإسرائيلى والتحريض وحُكم عليه بالسجن ثمانية أشهر وثمانية أشهر من المراقبة.
وأطلق سراحها فى 29 يوليو 2018 بعد أن قضت فترة سجنها كاملة، وبعد خروجها قالت: «فى النهاية، أريد أن أقول إن السلطة فى يد الشعب، والشعب هو الذى يستطيع أن يقرر مصيره ويقرر مستقبله.. المرأة جزء أساسى من النضال الفلسطينى من أجل الحرية، وسيستمر دور المرأة فى التوسع، ليس فقط فى النضال ولكن من خلال إنتاج أجيال جديدة قادرة على مواصلة النضال.. نحن نقول: ارحلوا»، كما التقت حينها بالرئيس الفلسطينى محمود عباس.
واستمرت شهرة الشابة، البالغة 22 عامًا، بعدما ظهرت خلال مقاطع فيديو وصور هاجمت فيها جنودًا من الجيش الإسرائيلى فى عدة حوادث فى قريتها النبى صالح، وانتشرت على نطاق واسع، وعادت القوات الإسرائيلية تلقى القبض على التميمى بعد تصويرها وهى تصفع ضابطا وتركله خلال مواجهات فى النبى صالح، مع والدتها وشابات أخريات إلى جانبها، وأدينت بعدما اعترفت بما فعلته واعترفت أيضًا بتهمتين إضافيتين هما التدخل فى شؤون جندى والتحريض.
كما أدينت والدتها ناريمان التميمي، وحصلت على اتهامات مثل التحريض وعرقلة جندي، والمساعدة فى الاعتداء على جندي، وحكم عليها بالسجن 8 أشهر وغرامة قدرها 6000 شيكل. وتنضم إلى عهد التميمى لتساندها فى مقاومتها، ابنة عمها نور، إذ أدينت هى الأخرى بتهمة الاعتداء على جندي، وحكم عليها بالسجن أثناء اعتقالها، والذى صدر مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 2000 شيكل.
