"الجواري في مصر"قصة العشيق و المحظية في وجود الزوجة

 

قصة العشيق و المحظية في وجود الزوجة

و من خلال الصورة الوصيفية التي يقدمها لنا المؤرخ الانجليزي " ادوار وليم لين" يمكن استخلاص الحالة التي كان عليها الجواري في مصر خلال القرن التاسع عشر.



و كان هذا الباحث قد هجر دراسته في جامعة كمبردج, ويمم صوب مصر في عام 1825 مأخوذا بسحر الشرق,



وهو أول من ترجم ألف ليلة و ليلة الي اللغة الانجليزية, وفي القاهرة درس الرجل علم الاسلام واندمج في الحياة المصرية اندماجا غريبا



حتي انه كان يؤدي الصلوات في المساجد ويرتدي الملابس القاهرية حتي ظنه الناس تركيا



 







وتغلغل في اعماق الحياة المصرية حتي وقف علي دقائقها وأسرارها, ودخل البيوت وعرف ما يدور فيها من تقاليد وعادات بعد أن وثق فيه المصريون وأطلعوه علي أدق أسرارهم الاجتماعية,



وجمع كل ذلك في كتابه الشهير (عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم) وترجمه سمير دسوم وفي الجزء الذي يتعلق بالجواري والعبيد,



نفهم من ملاحظات ادوار وليم لين ان الجارية السوداء كانت عنصرا ضروريا في (شوار) العروس عند زواجها,



فيشتري لها أبوها جارية تقوم علي خدمتها بعد انتقالها الي بيت الزوجية,



ولا يسمح للزوج بأن يخالطها بدون اذن سيدتها, وكان هذا السماح يحدث في أحوال نادرة, وغالبا ما تمنع الزوجة جاريتها من الظهور سافرة الوجه في حضور الزوج



فاذا اختلطت به وانجبت منه : يكون المولود عبدا ...الا اذا قامت الزوجة بالتنازل عن ملكية الجارية للزوج.



أما الجواري في منازل المصريين المنتمين الي الطبقة الميسورة أو المتوسطة : فهن حبيشات علي وجه العموم ذوات سحنة داكنة برونزية,



ولا يدل ذلك علي نسبتهن الي بلاد الحبشة, بل أراضي (الجلاش) المجاورة, ومعظمهن بهيات الطلعة يجمعن بين العرق الزنجي والأبيض,



وهن مقتنعات بأنهن لا يختلفن عن السكان البيض ألا اختلافا بسيطا, ولا يمكن بالتالي اقناعهن بالعمل كخادمات



وتقديم الطاعة المطلقة لزوجات أسيادهن, وشعور الجارية السوداء مشابه لشعور زميلتها الحبشية



ولكنها لا تمانع قط في خدمة السيدات البيض



ويقع عليها عبء الخدمات الوضعية في البيت يقول "ادوار لين" أن معظم الجواري البيض اللاتي راهم في مصر



كن من اليونانيات السبايا, و هن غالبا محظيات لكبار الأتراك.



وأحيانا زوجات لهم, لأنهم يفضلونهن عن نساء مصر الأحرار, و يتمتعن بمرتبة أعلي من المصريات بين العامة



 







فهن يرتدين ثيابا فاخرة, ويتزين بأغلي المجوهرات



وينغمسن في كل وسائل الترفيه المتوفرة لهن, وقد رفضت معظمهم اعطائهن حريتهن بعد أن طابت لهن الحياة الجديدة في مجتمع القصور,



ويقمن علي راحة الهوانم التركيات, أو احتمال مداعبات سيدها العجوز المخرف



 







فاذا أظهرت الملل أو الامتعاض (تطرح) للبيع من جديد-مالم تكن حاملا أو يتم اعتاقها وتزويجها من شخص يحيا حياة متواضعة لا يستطيع أن يؤمن لها الحياة الرغيدة التي اعتادت عليها .



ومن ملاحظات (لين) أن الجاريات يرتحن في منازل الطبقة الوسطي في مصر أكثر منه في حريم الأغنياء, سواء كن محظيات في حياتهن الجديدة



حيث لا توجد منافسات يؤرقن مضاجعهن, أو مجرد خادمات وضعيات, فخدماتهن في الحالتين ضئيلة والقيود عليهن أقل.



وان قامت علاقة بين الجارية البيضاء وسيدها الجديد, فوضعها كخليلة له أفضل من وضع الزوجة, فالزوج قد يطلق زوجته في سورة غضب



في حين لا يستطيع التخلي عن جاريته, الا في حالات نادرة جدا, و ان فعل هو غير مضطر الي اعالتها, وما عليه الا ان يعتقها ويقدم لها مهرا



ويعمد الي تزويجها من شخص طيب السمعة, أو اهدائها الي أحد من أصدقائه.







 



وعن عادات الجواري والسيدات في البيت المصري خلال القرن التاسع عشر, كان يمكن للزوجة- كما للجارية- تتناول الطعام مع رب الأسرة



وأن تتعاطي التدخين, ويشهد (لين) من خلال تجربته الشخصية للزوجة المصرية بأنها طباخه ماهرة, ولديها خبرة في تقديم أطباق لذيذة المذاق



 



 



وتعمل كل ما في وسعها لارضاء زوجها, وتعمد الي اظهار مفاتنها والتفنن في مشيتها لتلفت الانظار الي جمالها, أما في حضور الزوج فتحتفظ له بالدلال والغندرة



لذا تراهن مسرورات ويطلقن العنان لمرحهن الصاخب في مجتمع الحريم ..