الحسين عبدالرازق يكتب: أمريكا والإخوان… لماذا الآن؟!
لم يكن إعلان الرئيس دونالد ترامب عن نيته، أو شروع إدارته، تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، سوى اعتراف "دولي" متأخر بصحة القرار المصري، وجلاء بصيرة القيادة والجرأة على اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المثالي.
واجهنا الحقيقة بلا خوف، قلنا كثيراً ومراراً: تنظيم الإخوان لم يعد جماعة محلية يقتصر أذاها على مصر أو أي دولة عربية، بل كيان إرهابي عابر للحدود، قائم على العنف وإثارة الفوضى لتقويض الدول وإرباك الحكومات وتنفيذ ما لديه من مخططات.
قرارنا الذي اتخذناه سنة 2013، كان مبنياً على التجربة، وكل ما قاسيناه طيلة 85 عاماً كاملة "عمر الجماعة حينها"، وكل تجاربنا السابقة مع تنظيمهم الدموي البغيض.
لم يكن قراراً سياسياً أو تكتيكياً مرحلياً، وإنما كان استجابة لنداءات المخلصين، حفاظاً على المصريين.
لقد كان الواقع مخيف ..
خلايا مسلحة، عنف في الشوارع، إرهاب في المصالح والهيئات والمؤسسات، تخطيط منظم لهدم دولتنا "وكادوا أن ينجحوا" لولا عناية الله أولاً، ثم قرار جريء من القائد.
قالت القاهرة كلمتها، حين كان البعض يري في الجماعة المحظورة قوة سياسية معتدلة!
رأينا الصورة كاملة، حمينا وطننا وأهلنا، ولم نبخل بالنصيحة على غيرنا، حذرنا الجميع من التنظيم، سمّينا الأشياء بمسمياتها: تنظيم أيديولوجي دولي يسعى لتفكيك الدول وليست جماعة دعوية.
إن ما نراه اليوم، ما هو إلا تطابق كامل بين ما قلناه قبل 12 عاماً وبين ما يقال الآن. واشنطن تعترف أخيراً بخطورة الإخوان، كيف حدث هذا، ولماذا الآن؟!
التوقيت يا سادتنا ليس معزولاً عن مجريات الأحداث. الخطوة الأمريكية الأخيرة تمثل اقتراباً سياسياً من الموقف الإقليمي، وتفتح الباب أمام تنسيق أوسع في ملفات مكافحة الإرهاب وقطع مسارات التمويل.
توحيد الموقف الأمريكي مع الدولة المحورية الأكبر في منطقتها، يسهل العمل المشترك في الملفات الأمنية كلها.
إن تلك الخطوة "إذا اكتملت"، سيكون لها ما بعدها، وهذا ما يجب أن يكون.
مثلاً:
_ تجميد أصول الإخوان في الخارج
_ تضييق التمويل الدولي
_ ترحيل المحكومين الهاربين
_ الحد من قدرة التنظيم على التحرك، ليس فقط في أمريكا، بل في أوروبا كلها إن أمكن.
أخيراً وليس آخراً…
"أن تصل متأخراً خير من ألا تصل".
الرئيس الأمريكي لم يفتح جبهة جديدة مثلما قد يظن البعض، وإنما أعاد إحياء ملف ظل مغلقاً ومؤجلاً داخل الإدارات الأمريكية. فهل يتحول الكلام إلى فعل؟
هذا ما نتمناه ونأمله.








