دراسة حديثة تكشف تأثير مكان الإقامة على احتمالية إصابة الأطفال بداء السكري


تُعد الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال أحد أكثر القضايا الصحية التي تشكل مصدر قلق عالمي، خصوصًا وسط زيادة معدلات السمنة وقلة النشاط البدني بين الأطفال.
إلا أن دراسة جديدة تسلط الضوء على عامل مهم لم يُدرس بعمق من قبل: "مكان إقامة الطفل".
تفاصيل الدراسة ومنهجيتها
قام باحثون من جامعة فلوريدا أتلانتيك بتحليل كيفية تأثير البيئات الاجتماعية والجغرافية على احتمال إصابة الأطفال بداء السكري من النوع الثاني، باستخدام بيانات مستخلصة من المسح الوطني لصحة الأطفال خلال الفترة من 2016 إلى 2020.
اقرأ أيضاً
التأتأة.. تحدٍ لغوي يعترض الأطفال وكيفية التعامل معه بأسلوب يراعي تطورهم
الإفراط في تناول البطاطس المقلية,. تهديد لصحة المرأة وسبب رئيسي للأمراض القلبية
5 نصائح لحماية طفلك من التحرش الجنسي بعد واقعة مدرس الدقهلية
جين نادر يكشف أسرار السكري لدى حديثي الولادة
الصحة للأمهات: الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا ويجب حمايتهم بالتطعيم
زوجة تطالب حماتها بنفقة الأطفال بقيمة 37 ألف جنيه شهرياً
صوت الأم.. دواء سحري ينمّي دماغ الأطفال المبتسرين ويعزز لغتهم منذ الأيام الأولى
تقودهم سيدة.. القبض على عصابة تستغل الأطفال في التسول بالقاهرة والجيزة
أساليب طبيعية وآمنة لتخفيف السعال ونزلات البرد لدى الأطفال في الشتاء
رانيا يحيى تخاطب الأطفال الإيطاليين بقصة مصر بلدي
تقودهم سيدة.. تفكيك شبكة استغلال الأطفال في التسول بالقاهرة والجيزة
لهو الأطفال ينتهي بمأساة.. مصرع سيدة في مطوبس بسبب مشاجرة عائلية
واستهدفت الدراسة تحليل صحة 174 ألف طفل، مع تركيز خاص على 50 ألف طفل في مرحلة الطفولة المبكرة (من الولادة حتى سن الخامسة)، وهي فئة غالبًا ما تُغفل في أبحاث مرض السكري.
نتائج صادمة حول تأثير البيئة
أظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة "Pediatric Research" أن تطور مرض السكري لدى الأطفال ليس مجرد نتيجة للعوامل الفردية كالغذاء والسمنة، بل يعتمد بشكل كبير على البيئة الاجتماعية والجغرافية المحيطة.
وأشارت النتائج إلى ارتباط وجود مكتبات أو الأماكن الحضرية ببعض أنماط السلوك التي تقلل النشاط الجسدي، مقارنة بالمناطق ذات المساحات الخضراء والحدائق التي تحفز حركة ونشاط الأطفال.
ومن المثير للاهتمام أنه في الأحياء ذات البنية التحتية المحفزة للنشاط البدني مثل الأرصفة والحدائق، تراجعت احتمالات إصابة الأطفال بهذا المرض بشكل ملحوظ.
دور الأسرة في الوقاية
مع ازدياد القلق بشأن ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال، تُعد الوقاية مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة. السمنة تعدّ العامل الرئيسي الذي يزيد من خطر الإصابة بداء السكري بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف عند بلوغ الطفل سن الخامسة والعشرين.
وذكرت الدراسة أن 70% من الأطفال بين سنتين وخمس سنوات يستهلكون يوميًا مشروبات محلاة بالسكر، التي تُعد من العوامل المباشرة المسببة للسمنة.
لذا، تُنصح الأسر بتقليل استهلاك السكر والبدء في صياغة نمط حياة صحي يشمل زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة لتحفيز الأبناء على نمو صحي بعيد عن الأمراض المزمنة مثل داء السكري.
ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بين الشباب
تشير البيانات إلى أن مرض السكري من النوع الثاني لم يعد يقتصر على البالغين فقط، إذ وصلت معدلات الإصابة بين الأطفال والمراهقين إلى نسب مقلقة تتراوح بين 24% و45%، مقارنة بما كانت عليه سابقًا (1-2٪). كما أصبح متوسط عمر التشخيص يدور حول 13 عامًا فقط.
الرسالة للأمهات: درع الوقاية يبدأ في المنزل
تلعب النساء، لا سيما الأمهات، دورًا محوريًا في تشكيل بيئة تربوية وصحية تمنح الأطفال فرصًا أفضل للحفاظ على صحتهم.
ومن خلال تبني أنماط غذائية صحية والتشجيع على الأنشطة البدنية اليومية، يمكن الحد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بداء السكري وسائر الأمراض المزمنة، مما يمنح الأطفال فرصة لحياة صحية ومستقبل أكثر أمانًا.