التأتأة.. تحدٍ لغوي يعترض الأطفال وكيفية التعامل معه بأسلوب يراعي تطورهم


التأتأة تُعدّ من أبرز المشكلات اللغوية التي تؤثر على انسيابية الكلام الطبيعي، حيث يظهر غالبًا من خلال تكرار أو إطالة الأصوات والمقاطع أو الكلمات، مما يجعل التواصل مع الآخرين تحديًا صعبًا للأطفال المصابين بها.
وعلى الرغم من أنها شائعة بين الأطفال خلال مراحل معينة من نموهم، إلا أن استمرارها يتطلب اهتمامًا خاصًا لما لها من انعكاسات نفسية واجتماعية، خاصة عند الفتيات اللواتي قد يواجهن ضغوطًا إضافية في البيئة الاجتماعية.
أنواع التأتأة وتحديد أسبابها
اقرأ أيضاً
بحسب موقع "hopkinsmedicine"، هناك ثلاثة أنواع رئيسية للتأتأة، تتميز بمسبباتها وطبيعتها:
- التأتأة النمائية: وهي الأكثر شيوعًا بين الأطفال عادةً في عمر يتراوح بين سنتين وخمس سنوات. يكون ظهورها مرتبطًا بتأخر في تطور اللغة مقارنة بالأمور التي يرغب الطفل بالتعبير عنها.
- التأتأة العصبية: تنتج عن مشكلات في الإشارات بين الدماغ والأعصاب والعضلات المسؤولة عن النطق، وغالبًا ما تحدث بعد إصابات مثل السكتة الدماغية.
- التأتأة النفسية: تحدث بشكل أقل شيوعًا وغالبًا تكون نتيجة صدمات عاطفية قوية أو مشاكل نفسية وعقلية ترتبط بالتفكير والمنطق.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتأتأة
قد تزداد احتمالية التأتأة لدى الأطفال الذين:
- لديهم تاريخ عائلي للتأتأة.
- يعانون من تلعثم يستمر لأكثر من 6 أشهر.
- يواجهون اضطرابات أخرى في النطق أو اللغة.
- يشعرون بقلق حيال التلعثم أو يعيشون في بيئة أسرية تعاني من القلق حول هذه المشكلة.
أعراض التأتأة: إشارات يجب مراقبتها
تختلف أعراض التأتأة باختلاف طبيعة الطفل والبيئة التي ينشأ فيها. ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر:
- تكرار واضح للأصوات أو المقاطع أو الكلمات بشكل ملحوظ.
- إطالة غير طبيعية لبعض الأصوات أثناء الحديث.
- بطء في الكلام أو توقف متكرر أثناء النطق.
- مظاهر جسدية ترافق التحدث مثل رمش العين السريع أو ارتعاش الشفاه.
- توتر وصعوبة التنفس أثناء التحدث.
- خوف ملاحظ من الحديث أمام الآخرين، خاصة في المواقف الاجتماعية.
مخاطر التأتأة: التأثير على الحياة الشخصية والاجتماعية
عدم التعامل مع التأتأة بصورة مبكرة قد يؤدي إلى تداعيات تؤثر على حياة الطفل، بما في ذلك ضعف الثقة بالنفس، انحسار المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وأداء أكاديمي متدنٍ نتيجة القلق والخوف المتزايد من النطق أمام زملائه.
العلاج: التدخل المبكر مفتاح الحل
رغم عدم وجود علاج نهائي للتأتأة، فإن اكتشاف الحالة مبكرًا والتدخل السريع قد يساعد على تقليل تأثيراتها حتى لا تمتد إلى مرحلة البلوغ. يعتمد العلاج على تعليم الطفل استراتيجيات لإبطاء وتيرة الحديث والتنفس بصورة صحية وإيجابية.
يعمل أخصائيو النطق واللغة على تقديم تقنيات متخصصة تساعد الطفل على تعزيز مهارات النطق وتقوية ثقته بنفسه في المواقف المتنوعة.
التأتأة ليست نهاية الطريق؛ المرأة، سواء كانت أماً أو معلمة أو مختصة، تلعب دورًا محوريًا في دعم الطفل وتشجيعه على التغلب على مخاوفه اللغوية لتجاوز هذا العائق وبناء حياة مليئة بالإبداع والنجاح.