دونالد ترامب رئيساً لبريطانيا؟ سيناريو جريء يثير الجدل في الصحافة البريطانية

في رحلة أخيرة إلى المملكة المتحدة، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعجاباً واضحاً بالعلاقات العميقة التي تربط واشنطن بلندن، وهو ما عبّر عنه في تصريحات متعددة.

وقد سلط الضوء على جذوره البريطانية من ناحية والدته، إلى جانب امتلاكه نادٍ للجولف في اسكتلندا، مما دفع الصحيفة البريطانية "تليجراف" للتلميح بفكرة غير مألوفة، إمكانية أن يصبح رئيس وزراء بريطانيا مستقبلاً، واعتبرته "المنقذ".

تشير الصحيفة إلى أن ترامب يتمتع دستورياً بحق الترشح لمنصب سياسي في المملكة المتحدة، بفضل قانون الجنسية البريطاني الذي يمنح حق الجنسية لكل من يولد لأم بريطانية الأصل.

هذا الحق يتيح له خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة لعام 2029، والتي قد تمنحه فرصة تشكيل الحكومة كرئيس للوزراء بعد انتهاء ولايته الرئاسية.

على الرغم من أن الفكرة بعيدة عن التقليد السياسي البريطاني، إلا أنها أثارت ردود فعل متباينة. أشارت "تليجراف" إلى أن اليساريين قابلوا هذا الطرح بغضب شديد، واصفين الفكرة بأنها امتداد لما يُسمى بـ"متلازمة اضطراب ترامب".

في المقابل، ترى الصحيفة أن القيادة غير التقليدية لترامب قد تكون الحل الأمثل لإنقاذ المملكة المتحدة من حالة الجمود السياسي والاقتصادي التي تعيشها منذ سنوات طويلة.

وتناولت الصحيفة تراجع أداء الحكومة البريطانية خلال الأربعة عشر عاماً الماضية تحت حكم المحافظين. وأوضحت أن السياسات الحالية تفتقر إلى الحزم، مما أدى إلى إخفاقات متتالية أضعفت الاقتصاد وقوضت مكانة بريطانيا على الساحة الدولية.

في المقابل، سلطت الضوء على تجربة ترامب كرئيس للولايات المتحدة، وكيف واجه مشاكل مماثلة عندما تولى منصبه في عام 2016. وذكرت أنه نجح في اتخاذ قرارات حاسمة عززت سلطته السياسية وأعادت أمريكا إلى المسار الصحيح.

كما يمتلك ترامب القدرة على إدارة الأزمات والتعامل بفعالية معها، وهي صفات تجعله برأي الصحيفة شخصية مناسبة لقيادة بريطانيا في هذه المرحلة الحرجة.

خلال رئاسته، استطاع ترامب تقليص معدلات الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المكسيكية بنسبة 91%، باستخدام استراتيجيات جريئة بعيداً عن الحلول التقليدية المتمثلة ببناء الجدار الحدودي.

كما واجه العديد من التحديات القانونية التي شكلت عقبات أمام سياساته، لكنه تمكن من تحقيق انتصارات قانونية كبيرة منحته الوقت لتنفيذ قراراته والعمل على إقرار التشريعات الضرورية.

واختتمت "تليجراف" تحليلها بالإشارة إلى أن بريطانيا بحاجة إلى قيادة غير تقليدية تُجيد تحدي الركود السياسي واستخدام أدوات السلطة بفعالية. وتساءلت الصحيفة: هل يكون دونالد ترامب هو القائد القادم الذي يمنح المملكة المتحدة الزخم المطلوب لتجاوز أزماتها؟