العلماء يحذرون من ضعف الاستعداد للعواصف الشمسية


رغم التقدم الملحوظ في تقنيات رصد انبعاثات الكتلة الإكليلية (CMEs) من الشمس، لا تزال الأرض تواجه تحديات كبيرة في التنبؤ بتأثير هذه العواصف، وعلى الرغم من القدرة على تحديد موعد وصول العواصف الشمسية، يبقى الاتجاه المغناطيسي المعروف باسم "Bz" غير معروف حتى اللحظات الأخيرة قبل الاصطدام، مما يعيق قدرتنا على الاستعداد بشكل فعّال.
نافذة إنذار ضيقة
وفقًا لتقرير نشره موقع Space.com، أشار عالم الفيزياء الشمسية فالنتين مارتينيز بيّيت إلى أن التحدي الأكبر يكمن في نقص المعلومات المبكرة حول مكون Bz، والمركبات الفضائية مثل "ACE" و"DSCOVR" التابعة لوكالة ناسا لا توفر بيانات Bz إلا عند وصول العاصفة إلى نقطة "لاغرانج 1" (L1)، مما يمنح الأرض إنذارًا يتراوح بين 15 إلى 60 دقيقة فقط.
وأكد مارتينيز أن لدينا النماذج العلمية اللازمة لتقديم تنبؤات دقيقة، لكننا بحاجة إلى تغطية أفضل لرصد الشمس من زوايا متعددة، ومعظم الرصد الحالي يأتي من نقطة واحدة فقط، مما يقلل من فعالية التوقعات، وبدون توسيع شبكة المراقبة إلى نقاط مثل L4 وL5 وL3، قد نحتاج إلى 50 عامًا أخرى للوصول إلى دقة التنبؤ التي نملكها حاليًا في أحوال الطقس الأرضي.
مشاريع مستقبلية لمواجهة المخاطر
يأمل العلماء في معالجة هذا النقص من خلال بعثات فضائية جديدة، مثل مهمة "Vigil" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، المقررة للإطلاق نحو نقطة L5 في عام 2031، وتهدف هذه المهمة إلى مراقبة العواصف الشمسية من الجانب، مما يتيح إمكانية الكشف عن شكلها واتجاه مجالها المغناطيسي قبل اقترابها من الأرض بعدة أيام.
خطر الانتظار
ومع ذلك، يرى بعض العلماء أن الانتظار حتى ثلاثينيات القرن الحالي يمثل مخاطرة كبيرة، فالعالم لا ينسى "حدث كارينغتون" عام 1859 الذي أدى إلى تعطيل شبكات التلغراف، أو العاصفة الشمسية الكبرى التي كادت أن تصيب الأرض في عام 2012، والتي لو حدثت لسببت أضرارًا تريليونية للبنية التحتية التقنية.
وحذر دان بيكر من مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) من أن تعرض الأرض لضربة مباشرة قد يشل الحياة التكنولوجية تمامًا، ورغم وجود شبكات رصد مثل GONG وDSCOVR، فإن قدراتها المحدودة تسلط الضوء على الحاجة العاجلة لتوسيع التغطية.
اعتمادنا على التكنولوجيا
ويختتم مارتينيز تصريحه بالقول: "الشمس لم تتغير، لكن اعتمادنا المتزايد على التكنولوجيا هو ما جعلنا أكثر هشاشة"، وحتى يتمكن العلماء من رصد العواصف الشمسية قبل وصولها بفترة كافية، ستظل الأرض في مرمى الخطر دون حماية حقيقية.