الحسين عبد الرازق يكتب: خد بالك قبل ما تتفاجئ!


في ظل التسارع التكنولوجي المخيف الذي يحيط بنا اليوم، لم تعد الهواتف المحمولة، وسائل اتصال عادية، أو أدوات تواصل اعتيادية، بل صارت جزءًا أصيلًا من شخصية مالكيها، أوحائزيها وحامليها!
هذا ما دفعنا الآن كي نُنبه، أو نُحذِّر أو نقول...
رقم هاتفك المحمول بات مرتبطًا "رغمًا عنك" بتفاصيلك الحياتية، حساباتك البنكية، بياناتك الشخصية، صفحاتك الفيسبوكية، ومحافظك الإلكترونية!
ما ذكرناه الآن وغيره، يفرض علينا أن نكون حذرين في التعامل معه، ويُحمّلنا المسئولية.
أعرف أن المقدمة طويلة، ولكنها ضرورية...
اكتشفت قبل يومين وجود رقم لا أعرفه، مُسجل باسمي في إحدى الشبكات الأربع. كانت المفاجأة صادمة، والاندهاشة عارمة!
رقم مُسجّل باسمي، يحوزه شخص غيري، يستخدمه بدون علمي؟!
كيف يحدث هذا؟ متى حدث؟ ولماذا؟!
اتصلت بخدمة العملاء، قالوا إن الرقم يخصني، نصحوني بالتوجه إلى أقرب فرع لمنزلي من أجل اتخاذ ما يلزم من إجراءات، كالمراجعة، والتأكد، والمتابعة!
ضربت كفًا بكف، وتعجبت من الموضوع، أخذ عقلي في التفكير، وتساءلت بصوت مسموع: إزاي ده يحصل يا إخواننا؟ إن امتلاك شخص لخط تليفون، أو الحصول على رقم جديد يلزمه بإبراز بطاقة رقمه القومي!
فمن أين حصل هذا الشخص على بطاقتي، أو صورة ضوئية منها؟! وإن كان قد حصل عليها، وهو أمر مستبعد، ولكن إذا كان هذا قد حدث ...
كيف أتمّ الموظف إجراءاته دون التأكد من مطابقة ملامح الشخص المشتري لصورتي في بطاقتي؟!
ما فهمته من موظف الفرع، أنها حالة متكررة، يواجهها هو وزملاؤه عشرات المرات يوميًا!
حالة متكررة؟؟ وبتقولها كده بمنتهي البساطة؟ حالة متكررة؟!
دي كارثة من كوارث زمن التكنولوجيا الغابر!
ماذا لو أساء الشخص الحائز للخط استخدامه، أو لم يُحسن استعماله؟
ماذا لو سبّ أحدهم، أو نصب على أحدهم؟
ماذا لو عاكس فتاة، أو هدد امرأة؟ ماذا لو تحرش لفظياً بها؟ ماذا لو ابتزها؟
"مين هيحاسب على المشاريب"؟
ولو أنه اشترى تليفون مسروق، أو سرق هو تليفون وحط الخط فيه، مين اللي هيتسئل ساعتها؟ مش اللي الخط بإسمه؟!
ماذا لو كان إرهابيًا، أو جربوعًا إخوانيًا؟!
ماذا؟ وماذا؟ وماذا؟
إن ما دفعني الآن لكتابة هذا المقال، سببان اثنان لا ثالث لهما:
تسليط الضوء أولاً على موضوع الخطوط المجهولة، هل لا زالت تُباع إلى الآن في بعض المناطق، أو على حواف الأرصفة؟!
أما السبب الثاني، فهو الإشارة إلى برنامج حكومي ممتاز، موجود ومتاح بالمجان.
أنا لا أقصد الإعلان، إنما قصدت الإعلام... إعلام حضراتكم بوجود تطبيق جدًا ممتاز، كنت قد سمعت عنه قبل سنوات، ولكني لم أستخدمه، فأنا من كارهي المحمول؛ لا بحبه، ولا بشيله، ولا بستخدمه، ولا بحمله، إلا في أضيق الحدود، فقط عند الضرورة!
نصحني صديق بتحميل التطبيق، وشاءت إرادة الله أن يكون سببًا في اكتشافي للخط ده، اللي طلع بإسمي مش فاهم إزاي!
على أية حال، البرنامج اسمه My NTRA، وهو التطبيق الرسمي الصادر عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، نصيحة مني: حملوه.
حفظ الله بلدنا، نصر قائدنا، وأعاننا.