كريستين حنا.. أول دكتورة مسيحية في اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة بورسعيد


تخطت الدكتورة كريستينا حنا، ابنة مدينة بورسعيد، التحديات لتصنع لنفسها مسيرة أكاديمية مميزة في مجال غير اعتيادي، حيث أصبحت أستاذة دكتور في مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة بورسعيد.
وبهذا الإنجاز، سجلت كريستينا اسمها كأول امرأة مسيحية تُعيَّن معيدة في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعات مصر.
بداية الحلم واستلهام الهدف
اقرأ أيضاً
تفاصيل تنظيم «القومي للمرأة» لورشة تدريبية بكلية طب جامعة بورسعيد
جامعة بورسعيد تنجح فى إعداد قوافل للقرى لمحو أمية السيدات
جامعة بورسعيد تكرم 6 أمهات مثاليات وأبًا مثاليًا| صور
رئيس جامعة بورسعيد لـ”الغيطي“: نسعى لنشر الوعى بضرورة محو الأمية بين المواطنين.. فيديو
تعيين الدكتورة شيرين دسوقي عميدًا لكلية التربية ببورسعيد
تعيين الدكتورة راوية رزق نائباً لرئيس جامعة بورسعيد
بينهم نساء.. منح 18 باحثًا درجة الدكتوراة والماجستير بجامعة بورسعيد
نيفين القباج تفتتح وحدة التضامن الاجتماعى بجامعة بورسعيد.. غدًا
بدأت رحلة كريستينا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما قررت دراسة مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية. قرارها أثار استغراب أساتذتها وزملائها آنذاك، لكنها أصرت على تحقيق حلمها، حيث استوفت شرط حفظ ثلاث سور قرآنية بتفسيرها (النور، الإسراء، النبأ) لتلتحق بالقسم الذي فتح لها أبواب التميّز الأكاديمي.
وتروي كريستينا كيف تغلبت على العقبات التي واجهتها في خطواتها الأولى بمساعدة أسرتها وأصدقاء والدها المسلمين، الذين دعموا جهودها لفهم وحفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بأسلوب يتجاوز الاختلافات الدينية.
طريق النجاح وسط الزملاء والاعترافات العلمية
كانت كريستينا الطالبة المسيحية الوحيدة بين 92 طالبًا مسلمًا وحصدت المركز الأول على دفعتها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. تُبرز كيف أثرت عزيمتها على تقدمها العلمي مع رفضها للإعفاء من حفظ السور القرآنية، حيث أصرت على التفوق والتعلم.
استمر نجاح كريستينا خلال سنوات دراستها الجامعية، حيث حازت المرتبة الأولى كل عام حتى تخرجها. لاحقًا، رُشحت للعمل معيدة بالحصول على موافقة رسمية من شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد سيد طنطاوي، الذي دعم طلبها وكتب بخط يده توصية بتعيينها تقديرًا لكفاءتها.
مسيرة أكاديمية حافلة بالعطاء
واصلت كريستينا مشوارها الأكاديمي بعد تعيينها في عام 2002، حيث نالت الماجستير ثم الدكتوراه واستمرت بتدرجها الوظيفي حتى حصلت على درجة الأستاذية عام 2023، لتصبح رمزًا للإنجاز والمثابرة في القسم الذي كان يومًا يُعد بعيد المنال.
التسامح يعيد تشكيل النظرة للأديان
من خلال دراستها وتعمقها في الدراسات الإسلامية، أكدت كريستينا أن جميع الأديان السماوية تشترك في قيم التسامح والرحمة والمحبة.
تنادي بحتمية تجاوز الاختلافات الدينية، مشيرة إلى أن التعمق في المبادئ الأساسية لكل دين يُظهر أن الهدف المشترك هو نشر الخير بين الناس.
دعم الأسرة أساس النجاح
تُبرِز كريستينا دور والدها وزوجها في تحقيق حلمها الأكاديمي. تؤكد أن والدها غرس في نفسها منذ الصغر قيم تقبُّل الآخر واحترام جميع البشر. كما تشيد بزوجها سامح، الذي كان سندًا قويًا وداعمًا رئيسيًا لها طوال مشوارها.
رسالة: التركيز على القيم المشتركة
اختتمت كريستينا حديثها مؤكدة أن المحبة والاحترام هما أساس التعامل بين البشر. دعت إلى بناء جيل ينبذ الكراهية والعنف من خلال تضمين القيم المشتركة بين الأديان في المناهج التعليمية منذ الصغر.
ترى أن التربية السليمة تقع على عاتق الجميع لبناء مجتمع متماسك يسوده السلام والوئام.
طفولة مبنية على التسامح
ورثت دكتورة كريستينا هذه القيم وحرصت على زرعها في قلب ابنتيها لي لي وليان. تؤكد أن نشأتها على فكرة تقبّل الآخر ورؤيتها للإنسان قبل أي انتماء ديني أو فكري جعلتها نموذجًا مشرفًا للتعايش الإيجابي في المجتمع المصري.
وتضيف: "حرصت على أن أجعل طفلتي عندما تسمع الأذان في التليفزيون لا تغلق التلفاز أو تخفض صوته، حتى أغرس فيها احترام زملائها المسلمين ومحبتهم وتقبل الآخر، وأكدت لها منذ الصغر أن تقبل الآخر وتقدير ديانته أمر ضروري حتى نعيش كلنا في محبة".
موقف الكنيسة
وبخصوص موقف الكنيسة والأقباط عندما تم اختيار الدكتورة كريستين الالتحاق بقسم اللغة العربية والدراسات قالت: "قوبلت بتشجيع من الكنيسة وترحاب منقطع النظير، ووجدت دعمًا وتشجيعًا من أقاربي المسيحيين بشكل كبير وعلى رأسهم أبي وزوجي، فالكل كان يرى بأني سأقدم على أمر خطير، وتجربة قوية طلبًا للعلم والمحبة، وذلك على الرغم من انبهار الجميع بقراري وتجربتي التي أعلن الجميع احترامها وتقديره".