فلاتر التجميل الرقمية.. بين السعي للمثالية وأضرارها على الصحة النفسية


في عصر التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبحت فلاتر التجميل الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين الأشخاص حول العالم. فهي أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعديل ملامح الوجه وتحسين المظهر، مما يزيد من الإقبال عليها لأنها تُظهر الشخص بأفضل صورة ممكنة. لكن ماذا عن تأثيرها على الصحة النفسية؟
وفقًا لتقرير صادر عن موقع psychologytoday، هناك ضغوط اجتماعية وثقافية تدفع الأفراد إلى الظهور بمظهر مثالي، خاصة على الإنترنت.
ومع ذلك، تشير أبحاث متزايدة إلى أن استخدام هذه الفلاتر قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على الصحة النفسية، خصوصًا لدى الشباب.
اقرأ أيضاً
نصائح فعّالة للحفاظ على بشرتك خالية من حب الشباب ونضرة دائماً
علاج حب الشباب.. فهم الأسباب والوصول لحلول فعّالة
شراكة استراتيجية بين المجلس القومي للمرأة ووزارة الشباب لتمكين المرأة المصرية
نجوم يتحدّون الزمن: أسرار الجمال الخفيّة التي تمنحهم الشباب الدائم في الأربعين والخمسين
حب الشباب ومتلازمة تكيس المبايض.. أعشاب طبيعية تساهم في تهدئة الأعراض وتحسين الصحة
تحذير هام للحوامل.. أدوية حب الشباب قد تسبب تشوّهات خطيرة للجنين.. وهذه البدائل الآمنة
7 زيوت طبيعية مذهلة تعيد لبشرتك الشباب وتقاوم التجاعيد
نافورة الشباب في مصر: فيلم جاي ريتشي يتألق في أهرامات الجيزة
ينبوع الشباب، مغامرة سينمائية مشوّقة تنطلق حصريًا عبر Apple TV
جدة فى التاسعة والثلاثين من عمرها تثير دهشة على الإنترنت بسبب مظهرها الشبابى
النوم.. مفتاح صفاء الذهن والصحة النفسية لكبار السن
مصر تعزز جهود مناهضة العنف ضد المرأة: زيارة دولية لمراكز الشباب بالقليوبية
انتشار واسع لفلاتر التجميل
فلاتر التجميل أصبحت منتشرة بشكل لا يُصدق على منصات السوشيال ميديا. على سبيل المثال، أفاد سناب شات بأن أكثر من 90% من الشباب في دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة يستخدمون هذه التقنيات.
كما أكدت شركة ميتا أن أكثر من 600 مليون مستخدم قاموا بتجربة الفلاتر على تطبيقاتها مثل فيسبوك وإنستجرام.
ومن أشهر هذه الفلاتر: "فلتر النحافة" الذي يشتهر على تيك توك، و"فلتر الوجه المثالي" على إنستجرام الذي يُعدل ملامح الوجه لتناسب معايير جمالية مثالية.
التأثيرات النفسية للفلاتر: أرقام تكشف الحقيقة المؤلمة
دراسة لجامعة مدينة لندن كشفت أن فلاتر التجميل تؤثر بشكل كبير على الصورة الذاتية للمستخدمين. في عينة بحثية مكونة من 175 شابة بمتوسط عمر 20 عامًا، أفادت 90% منهن باستخدام الفلاتر أو تعديل صورهن الشخصية. كما تبين أن أكثر الفلاتر استخدامًا هي تلك التي تُعدل لون البشرة وتُبيض الأسنان وتُصغر حجم الجسم.
علاوة على ذلك، أفاد 94% من المشاركات بشعورهن بالضغط المجتمعي للظهور بصورة مثالية، ووصف أكثر من نصفهن هذا الشعور بأنه مُنهِك.
مقارنات مدمرة وتأثيرات خطيرة
تشير الأبحاث إلى أن العديد من الشباب ممن يعانون من تدني الثقة بالنفس وسوء صورة الجسد هم الأكثر عرضة لاستخدام الفلاتر. ويمكن لهذه الممارسة أن تعزز من الشعور بعدم الكفاية، مما يُفاقم من الإدراك السلبي للمظهر.
وفي تجربة أجرتها جامعة مدينة لندن، وُجد أن تعديل صور السيلفي أدى إلى زيادة حالة عدم الرضا عن شكل الوجه والجسم لدى النساء المشاركات.
وكلما قضت المشاركات وقتًا أطول في تحرير الصور، زادت المشاعر السلبية المرتبطة بمظهرهن.
الخلاصة: الحقيقة المؤلمة خلف صور مثالية
لا يكتفي الشباب بالمقارنة بين مظهرهم وصور المشاهير المكتملة النموذجية، بل إنهم يضعون أنفسهم أيضًا في منافسة مع نسخهم الذاتية المُفلترة والمعدلة. هذه المقارنات المستمرة يمكن أن تؤدي إلى معاناة نفسية كبيرة، تدمر الثقة بالنفس وتضعف صورة الجسم الإيجابية.
فبينما تقدم فلاتر التجميل الرقمية حلولًا للجمال المثالي السريع، فإن ثمن هذا السعي نحو الكمال غالبًا ما يكون باهظًا ويتجلى في التأثير السلبي العميق على الصحة النفسية والرضا الشخصي.