البوليساريو كيان وهمي يهدد الأمن الإقليمي والدولي

تتصاعد التوترات والانتهاكات الإنسانية بمنطقة تندوف الواقعة جنوب غرب الجزائر، وسط تنامي المخاوف من تحول جبهة البوليساريو إلى مصدر عدم استقرار يتجاوز الحدود الجغرافية للنزاع، ففي الآونة الأخيرة، شهدت المخيمات الخاضعة لسيطرة الجبهة حوادث إطلاق نار أودت بحياة مدنيين صحراويين، ما يعكس حالة من الاحتقان الداخلي داخل المخيمات.

جبهة البوليساريو، التي ما فتئت تُقدم نفسها كـ"حركة تحرر"، تحولت في الواقع إلى كيان متمرد يعمل خارج الشرعية الدولية، ويعتمد في بقائه على الدعم العسكري المشبوه والتجنيد القسري لشباب يعانون أوضاعا إنسانية مأساوية، وقد كشفت تقارير موثوقة من منظمات دولية، أبرزها "هيومن رايتس ووتش"، عن وجود قيود مشددة على حرية التنقل والتعبير، وحالات موثقة من التعذيب والاختفاء القسري، ورفض ممنهج لوصول المنظمات الإنسانية كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة.

في الأيام القليلة الماضية، جددت الولايات المتحدة الأمريكية عبر عدد من المسؤولين دعمها الصريح للمغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية، حيث أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود، أن "خطة الحكم الذاتي المغربية تظل جدية وواقعية وذات مصداقية"، مجدداً موقف واشنطن الثابت في دعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي واقعي ودائم لهذا النزاع.

كما أكدت فرنسا أن "مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب عام 2007 يمثل قاعدة جدية وذات مصداقية"، وكانت إسبانيا قد صرحت أيضا أن "المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع حول الصحراء".

من جانب آخر، تتوالى الانتكاسات الدبلوماسية لجبهة البوليساريو، مع تزايد افتتاح عدد من القنصليات العامة في مدن العيون والداخلة بالصحراء المغربية من قبل عدد كبير من الدول الإفريقية والعربية والأمريكية اللاتينية، في تأكيد على دعم متنامٍ لسيادة المغرب.

وفي سياق متصل، دعا مسؤول أمريكي رفيع مؤخرا إلى ضرورة تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، مشيرا إلى تقارير تربطها بجماعات متطرفة، مما يضاعف المخاطر الأمنية على المنطقة بأسرها.

يبذل المغرب جهودا متواصلة لمواجهة الممارسات الإرهابية التي تقوم بها جبهة البوليساريو، وذلك من خلال تبني مقاربة شاملة تشمل الجانب الأمني والدبلوماسي والتنموي، على المستوى الأمني، يعمل المغرب على تعزيز التعاون مع شركائه الدوليين خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب، كما يركز أيضا على تنمية أقاليمه الجنوبية ودمجها في مشاريع اقتصادية واجتماعية كبرى، بهدف تعزيز الاستقرار وقطع الطريق أمام محاولات الاستغلال التي تقوم بها البوليساريو، وتأتي هذه الجهود ضمن سياسة مغربية واضحة تهدف إلى حماية أمن البلاد ومحيطها الإقليمي من التهديدات الإرهابية والانفصالية.

لم يعد الأمر يقتصر على كونه مجرد أزمة لاجئين، فقد تحولت مخيمات تندوف اليوم إلى بؤرة إرهابية بسبب غياب الرقابة الدولية، مما قد يساهم في تحولها إلى بيئة ملائمة لانتشار التطرف والابتزاز الإنساني، وأمام هذه المعطيات المقلقة، تبرز الحاجة الملحة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي، لتفكيك هذا الكيان الانفصالي، ولإعلان جبهة البوليساريو منظمة إرهابية، نظرا لانخراطها في ممارسات تهدد استقرار العديد من الدول.