الجمعة 29 مارس 2024 07:11 صـ 19 رمضان 1445هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
ملفات

رجال ببشرة حمراء ونساء بوجه أصفر..الحمض النووي لمومياوات يكشف أسرارا جينية عن الفراعنة

المصريين القدماء
المصريين القدماء

في أحدث كشف علمي نجح علماء في دراسة الحمض النووي للمصريين القدماء، فمصر من أقدم الحضارات على وجه الأرض، هذه حقيقة لا جدال فيها، حيث بدأ الإنسان المصري بالنزوح إلى ضفاف النيل، واستقر وبدأ في زراعة الأرض وتربية الماشية منذ نحو 10 آلاف عام قبل الميلاد، وتطور أهلها سريعًا وبدأت فيها صناعات بسيطة وتطور نسيجها الاجتماعي المترابط، وكوّنوا إمارات متجاورة مسالمة على ضفاف النيل تتبادل التجارة، سابقة في ذلك كل بلاد العالم

بدوره يقول الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد في تصريحات لــ"بوابة الأهرام " إن اسم مصر Egypt في اللغة العربية واللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامٍ قديم، يعني البلد أو البسيطة(الممتدة)، وقد يعني أيضاً الحصينة أو المكنونة، بينما يرد الاسم العبري "مصرايم" المذكور في التوراة (العهد القديم) على أنه ابن حام بن نوح وهو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية

ولقد قُسمت مصر إلى أقاليم منذ ما قبل التاريخ عندما استغل المصريون الفيضان في الزراعة فقد قسموا الأرض إلى أحواض أحاطوها بالجسور وشقوا فيها القنوات، وهذه الأحواض هي نفسها الأقاليم التي نشأت فيها الإمارات المصرية قبل التوحيد

وأوضح الحصري ، أن مشروع الجينوم البشري يعد أحد أعظم أعمال الاستكشاف في التاريخ ولا يضاهيه أي كشف علمي تم على مر العصور، ويمثل أعظم رحلة استكشاف داخل أعقد المخلوقات "الإنسان" من أجل كشف أسرار الجسد البشري. ومشروع الجينوم البشري (HGP) Human Genome Project هو مشروع بحثي بدأ العمل به رسمياً في عام 1990، وقد كان من المخطط له أن يستغرق 15 عاماً، لكن التطورات التكنولوجية عجلت العمل به حتى أوشك على الانتهاء قبل موعدهِ المحدد لهُ بسنوات. فأعلنت نتائجه الأولية عام 2000، وأعلنت النتيجة النهائية للمشروع عام 2003. وقد أدى ذلك لإجراء أبحاث في مجالات ذات أهداف أبعد، ومازالت الدراسات مستمرة بهذا الشأن للوصول لنتائج أكثر دقة

ومشروع الجينوم المصري، هو المشروع المرجعي للمصريين الحاليين وقدماء المصريين وتم اعتباره مشروعاً قومياً، يهدف إلي إنشاء مرجعية جينية أساسية للمصريين تساهم في التقدم الصحي في مجال الجينات وتؤسس مبادئ العلاج الشخصي والعلاج الدقيق وكذلك العلاج الجيني ووضع مصر في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، ومشروع الجينوم المصري سيرسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري، تتضمن الخريطة تحديد المؤثرات الجينية في تأثير الأدوية وعلاج الأمراض المختلفة، وتحديد العوامل الجينية المؤثرة في الاستجابة لأسباب الأوبئة المختلفة. وهو ما يساعد في تفعيل الطب الشخصي والطب الدقيق، ويسهم في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابات الفيروسية والذين يمكن أن يتعرضوا لانتكاسات صحية كبيرة تتطلب رعاية صحية خاصة. ويُعد هذا المشروع العمود الرئيس للطب الشخصي وأي منظومة صحية متطورة

ويهدف المشروع أيضًا إلى دراسة الجينوم المرجعي لقدماء المصريين، وكذا دراسة الجينات المتعلقة ببعض الأمراض القاتلة مثل أمراض القلب والأورام السائدة لدى المصريين وكذلك الأمراض الوراثية الشائعة عمومًا في مصر

تعتبر تجارب الحمض النووي على المومياوات المصرية القديمة قليلة جداً؛ بسبب الكثير من العقبات التي كانت تواجه العلماء من جراء تلك التجارب، ومع ذلك تم عمل دراسات متعددة بهذا الشأن لكشف الأصول الجينية للمصريين، ولكنه كان هناك العديد من العوامل التي أدت إلي تدمير المادة الوراثية للمومياوات المصرية القديمة وذلك بسبب المواد الكيميائية المستخدمة في التحنيط، بالإضافة إلي الرطوبة العالية داخل المقابر وأيضاً المناخ الصحراوي الجاف، كل هذه الأمور جعلت العلماء عاجزين لسنوات عديدة عن تحليل الحمض النووي للعينات، حتى اكتشفوا أخيراً حقيقة أنه على الرغم من عدم احتواء الأنسجة الرخوة للمومياوات على أي حمض نووي تقريباً، فإن العظام والأسنان كانت تعج بالمواد الوراثية، ولكن كان هناك مشكلة أخري وهي التلوث الذي يصيب عينات الحمض النووي القديم

من هنا بدأت رحلة الاستكشاف، وبسبب التلوث الذي يصيب عينات الحمض النووي من خلال اللمس أو البيئة الحالية، كانت تلك مشكلة كبيرة للعلماء والباحثين عجزوا عن حلها طويلا، حتى بات بإمكانهم إظهار ما إذا كان الحمض النووي قديما أم حديثا من خلال خصائصه الكيميائية، وبالتالي أصبحت نتائج العينات أكثر موثوقية

يتم فصل العينات لأصلية النقية من الحمض النووي القديم، عن التلوث الذي أصابها حديثاً من خلال الحمض النووي الحديث، وبذلك يتم قراءة معلوماتها الجينية بشكل سليم وهذا ما أثبتته التجارب والعلماء مؤخراً، حيث نجح العالم ألبرت زينك وفريقه عام 2017م في استخراج الحمض النووي من عظام المومياوات القديمة، وحسم الجدل الدائر حول أصول المصريين القدماء وإعادة كتابة التاريخ المصري القديم باستخدام البيانات الجينية

وقد قاد عالم الوراثة في معهد "ماكس بلانك" لعلوم تاريخ البشرية في ألمانيا "يوهانس كراوس" هذه الدراسة، حيث استخدم أساليب جديدة لقراءة امتدادات الحمض النووي، تمكن من خلالها كراوس وفريقه من فصل التلوث الحديث عن العينة، وبذلك ظهرت أول عينة خالية تماماً من التلوث

وأضاف محمود حامد الحصري ، أننا نسمع بين الحين والآخر عن الكثير من الآراء حول أصل المصريين الحاليين والصلات الوراثية بينهم وبين أجدادهم من المصريين القدماء، حيث وُجدت مجموعة متنوعة من الآراء المتداولة حول الهوية العرقية للمصريين ومصدر ثقافتهم، وقد كثرت التخمينات ونظريات المؤامرة والاختبارات الجينية. وللعلم فإنه هناك جماعات عرقية مختلفة مرت على مصر، وتواصلت مع بعضها البعض منذ زمن بعيد، وشكلت كيانات سياسية متميزة

ولكن هذه الجماعات لم تكن بالشكل الكبير التي قد تؤثر في المصريين القدماء، ولهذا فإن مصر القديمة كانت متجانسة عرقياً ولكنهم ليسوا زنوجاً وكان هناك تدرج في لون البشرة بين سكان الشمال والجنوب بسبب درجات الحرارة والمناخ

ولحسم هذا الجدل فإن السكان في مصر القديمة كانوا من السكان الأصليين في وادي النيل، فالمصريين كانوا من المزارعين الأصليين في وادي النيل، وبالنسبة للمناظر المصورة علي جدران المقابر والمعابد سنجد أن «بشرة الرجال كانت حمراء بشكل دائم، وبشرة النساء كانت صفراء؛ لكن لا يمكن القول إن أيًا منهما لديه أي شيء في ملامحه على الإطلاق يشبه الأصل الزنجي» وبهذا تسقط النظرية القائلة بأن المصريين القدماء زنوج

وأكد الحصري ، أنه تم إجراء معظم دراسات الحمض النووي على السكان المصريين المعاصرين بقصد التعرف على تأثيرات الهجرات التاريخية على سكان مصر، ولهذا فإن أصول الحمض النووي لهم أكثر تعقيداً وتنوعًا مما يعتقد الكثيرون، ومصر من أكثر الدول سكاناً في الشرق الأوسط، ومع كل هذه الهجرات والإحتلالات التي تمت للشعب المصري لم يتم تغيير تركيبة السكان، وهناك العديد من الدراسات التي دارت بشأن أصل المصريين الحاليين وارتباطهم بأجدادهم :

دراسة نُشرت عام 2010م : تختص بدراسة الأسرة الثامنة عشرة برئاسة عالم الآثار الأستاذ الدكتور زاهي حواس، بناءً على دراسة لمومياوات لأشخاص معروفي الهوية وذلك من خلال الكشوف الأثرية والمعلومات التاريخية، حيث أن فريق العمل قام بإجراء الدراسة عن طريق أخذ عينات دقيقة من عظام المومياوات ثم تم استخلاص الحمض النووي منها في صورة نقية، وبعد ذلك تمكن فريق العمل البحثي من تحليل المواقع الجينية المتعددة والخاصة بتحديد البصمة الوراثية للأشخاص.

وهى مومياوات النبيل يويا وزوجته النبيلة تويا، والدي الملكة العظيمة تى زوجة الملك أمنحتب الثالث، ومومياء الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومومياء الملك أمنحتب الثالث، والد الملك الموحد أخناتون، بالإضافة إلى عدد من المومياوات التي لم يتم تحديد هويتها قبل ذلك، غير أنه تم فرض نظريات كثيرة لتحديد هويتها دون تقديم أي دليل علمي أثرى أو معملي على ذلك. وصلت الدراسة التي قام بها فريق العمل البحثي إلى العديد من النتائج الهامة منها : وجود تطابق في بصمة الكروموسوم الذكرى (ص) بين ثلاثة أفراد، وهم الملك توت عنخ آمون، والملك أمنحتب الثالث والمومياء التي عثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، وعن طريق تحليل البصمة الوراثية والحسابات الإحصائية للنتائج، أثبت الفريق البحثي الآتي بنسب تفوق 99.99%.

أكد الفريق أن يويا وتويا هما والدي مومياء السيدة الكبيرة التي عثر عليها في المقبرة 35 من مقابر وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، والتي هي الملكة "تى" من الناحية التاريخية والأثرية، وأن الملكة تي صاحبة مومياء السيدة الكبيرة التي عثر عليها في المقبرة 35 من مقابر وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، وأمنحتب الثالث هما والدا المومياء التي عثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، إذ أن الملك أخناتون تاريخيًا وأثريًا هو ابنهما لذا فقد قام فريق العمل البحثي بترجيح أن تكون مومياء التي عثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر للملك أخناتون.

دراسة نُشرت عام 2012م : تم تحليل الحمض النووي لمومياوات الأسرة المصرية العشرين لرمسيس الثالث ومومياء أخرى "غير معروف" يعتقد أنها نجل رمسيس الثالث، من قبل فريق من الباحثين، كشفت تحليلات القرابة الجينية عن أنماط فردانية متطابقة في كلتا المومياوات باستخدام متنبئ هابلوغروب وايت آثي، حيث حددوا مجموعة هابلوغروب الكروموسومية

دراسة نُشرت عام 2013م : أجريت الدراسة الجينية الأولى باستخدام تسلسل الجيل التالي للتأكد من سلالة الأجداد لفرد مصري قديم. واستخرج الباحثون الحمض النووي من رؤوس خمس مومياوات مصرية. تم تأريخ جميع العينات بين 806ق.م و 124م، وهو إطار زمني يتوافق مع فترات أواخر الأسر الحاكمة والبطلمية

دراسة نُشرت في عام 2017م : من قبل فريق دولي من العلماء بقيادة باحثين من جامعة توبنغن ومعهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في جينا استخراج وتحليل الحمض النووي من 151 فردًا مصريًا قديمًا محنطًا، تم انتشال رفاتهم. من أبو صير الملق في مصر الوسطى. كانت العينات تعيش في فترة تمتد من أواخر المملكة المصرية الحديثة إلى العصر الروماني (1388ق.م حتي 426م). تم الحصول على تسلسلات كاملة من الحمض النووي للميتوكوندريا وهي مناطق إنتاج الطاقة داخل الخلية (علم الوراثة البشري mtDNA

) لـ 90 مومياء وتمت مقارنتها مع بعضها البعض ومع العديد من مجموعات البيانات القديمة والحديثة الأخرى. 83 من المومياوات كانوا أفرادًا عاشوا في سلالات متأخرة عن الأسرة المصرية الحادية والعشرين. يرجع تاريخ أقدم مومياء إلى 1388-1311ق.م (الأسرة 18-19) من عصر الدولة الحديثة. كانت الدراسة قادرة على قياس الحمض النووي للميتوكوندريا لـ 90 فردًا، وأظهرت أن تكوين الحمض النووي للميتوكوندريا للمومياوات المصرية أظهر مستوى عالٍ من التقارب مع الحمض النووي الموجود في الشرق الأدنى وأوروبا شرق البحر الأبيض المتوسط. يُظهر تحليل مشترك للانجراف والمزيج للحمض النووي لهذه المومياوات المصرية القديمة أن الارتباط أقوى مع السكان القدامى من شمال وشرق وجنوب الصحراء الأفريقية وبدرجة أقل مع السكان من جنوب إفريقيا والشرق الأوسط. على وجه الخصوص، توصلت الدراسة إلى أن «المصريين القدماء هم الأكثر ارتباطًا بعينات العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي في بلاد الشام، وكذلك بالعصر الحجري الحديث في إفريقيا والسكان الكوشيين». ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن البيانات المقارنة من السكان المعاصرين تحت الحكم الروماني في أفريقيا، كشفت عن علاقة أوثق مع المصريين القدماء من نفس الفترة. علاوة على ذلك، «لا يمكن استبعاد الاستمرارية الجينية بين المصريين القدماء والحديثين على الرغم من هذا التدفق من إفريقيا جنوب الصحراء، في حين أن الاستمرارية مع الإثيوبيين المعاصرين غير مدعومة». وكان الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو معرفة إذا كان المصريون مرتبطين بأعراق أخرى قد تبدو معزولة عنهم، مثل العرق القوقازي السائد في أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا؛ ولهذا الغرض قاموا بمقارنة الحمض النووي الموجود في المومياوات المصرية مع الحمض النووي للسكان الحاليين لمصر، من أجل تحديد الفروق في تطور هذا العرق وتحديد الاختلاط والتلاقح الذي حدث بين الأجناس بسبب الهجرة الدائمة والتزاوج واختلاط الأنساب. وقد صدم العلماء حيث تبين أنه رغم مرور 5 آلاف سنة من التطور، وهي مدة طويلة فصلت بين المصريين القدامى والحاليين، فإنه لم تحدث تغيرات كبيرة في الحمض النووي، وهذا يعني أن سكان مصر حافظوا على خصائصهم منذ تلك الفترة، رغم وجود فرق بسيط في الجينات التي تشير إلى الأسلاف، إذ وجد العلماء أن المومياوات القديمة ظهرت فيها جينات الشرق الأوسط بشكل واضح

دراسة نُشرت في عام 2020م : تم اختبار ثلاث مومياوات، يعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، من مجموعة متحف بوشكين للفنون في معهد كورتشاتوف بموسكو لمجموعات هابلوغروب الميتوكوندريا والكروموسومات وغيرها من الدراسات

الدكتور محمود حامد الحصري

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 30.838030.9357
يورو​ 33.539433.6519
جنيه إسترلينى​ 37.903038.0355
فرنك سويسرى​ 33.625633.7431
100 ين يابانى​ 23.465223.5450
ريال سعودى​ 8.20848.2357
دينار كويتى​ 100.7317101.0905
درهم اماراتى​ 8.39658.4243
اليوان الصينى​ 4.51394.5297

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,309 شراء 2,343
عيار 22 بيع 2,116 شراء 2,148
عيار 21 بيع 2,020 شراء 2,050
عيار 18 بيع 1,731 شراء 1,757
الاونصة بيع 71,797 شراء 72,863
الجنيه الذهب بيع 16,160 شراء 16,400
الكيلو بيع 2,308,571 شراء 2,342,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:11 صـ
19 رمضان 1445 هـ 29 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:20
الشروق 05:48
الظهر 11:60
العصر 15:30
المغرب 18:12
العشاء 19:30