السبت 20 أبريل 2024 11:30 صـ 11 شوال 1445هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
فنون وثقافة

د. عوض الغبارى يكتب.. توظيف التاريخ دراميًا في رواية «بلد الدم والعسل» زمن خليل أبو زيد

أنا حوا

الدكتورة/ قدرية سعيد مبدعة كتبت الكثير من الروايات وقصص الأطفال، وقد أفادت – في إبداعها- من دراستها للماجستير والدكتوراه فى قصص الخيال العلمى للأطفال، وبحث أحوالهم فى المدارس بدراسة علمية مرموقة، وتجلى هذا في رواياتها من الخيال العلمى، وفى قصصها للأطفال، واسهاماتها فى البحوث والمؤتمرات والمنتديات الخاصة بأدب الطفل، فضلًًا عن ثقافتها المتنوعة، عربيًا وغربيًا، ومشاركتها الفعالة فى المنتديات الأدبية والثقافية، وكتابتها لرواية اجتماعية بجانب هذه الرواية التاريخية: [بلد الدم والعسل "زمن خليل أبو زيد"].

وفى رواية "بلد الدم والعسل" التي صدرت عام 2021 من ستة عشر فصلًا فى حوالى ثلاثمائة صفحة، وظفت الدكتورة قدرية سعيد التاريخ في منظومة روائية تمزج بين الخيال والحقيقة، تبدو الحقيقة فيها أغرب بكثير من الخيال، على حد تعبيرها.

وتعالج هذه الرواية المقاومة الشعبية المصرية الباسلة للاحتلال الإنجليزى أثناء ثورة 1919 بصعيد مصر في "دير مواس" بمحافظة المنيا، جنبًا إلى جنب مع سائر المحافظات بمصر شمالًا وجنوبًا، والتاريخ مصدر غنى لفن الرواية، ومع أنه علم فإنه يحمل طابعًا قصصيًا، ودراميًا، فى هذه الرواية، فضلًا عن طوابعه الإنسانية.

وقد رجعت الدكتورة قدرية سعيد إلى المصادر التاريخية التي تتصل بوقائع روايتها فى الوثائق العربية والإنجليزية والفرنسية، وأثارت القضية الشهيرة حول علاقة الأدب بالتاريخ، خاصة ما يتصل بكيفية توظيف التاريخ فى الأعمال الأدبية.

وقد دارت رواية "بلد الدم والعسل" في إطار تاريخي كان وسيلة لغاية فنية استلهمت الرواية وقائعه في نص أدبى منسجم مع طبيعة الفن الروائي، فجاء السرد بضمير الغائب في رواية "بلد الدم والعسل" مصورًا الشخصيات والأحداث بذلك المزيج المدهش بين الحقيقة والخيال.

وأحداث الرواية درامية تحكى قصص بطولات لمصريين من عامة الشعب واجهوا البغى والظلم والعدوان لقوات الاحتلال الإنجليزى التى عاثت في مصر فسادا، أمام شعب صامد صابر لا يملك الأسلحة التى يواجه بها ذلك العدوان الذى سلب مصر الحق في حياة حرة مستقلة.

لقد نادى أبطال المقاومة المصرية بضرورة جلاء الإنجليز عن مصر، وإلغاء الحماية الإنجليزية، والتنديد بما واجهه الفلاحون في مصر من سلب لخيراتهم، واستعباد وسخرة لجموعهم في مصلحة المحتل الإنجليزى، وقتل لبسطاء المصريين في الريف والمدينة، وهتك أعراضهم.

الدكتورة قدرية سعيد

وتبدع الدكتورة قدرية سعيد في تصوير ذلك الكفاح متمثلا في بطل الرواية "خليل أبو زيد" الى أرِّخت الرواية باسمه "زمن خليل أبو زيد" تخليدا لشجاعته واستشهاده فداء لوطنه، ودفاعا عن مقدرات أبناء بلده "دير مواس" بالمنيا.

ومن مطلع الرواية لنهايتها نرى في هذا الشاب البطل مثالا لشباب مصر، فقد حصل على الدكتوراه في الزراعة من إنجلترا، ورجع بعد غربة طويلة ليحقق الأمل في توظيف علمه وحبه لمصر فى خدمة أهله فى الريف المصرى، ودفع حياته ثمنا لوطنيته ثائرا فى وجه الاحتلال الإنجليزى البغيض الذى أعدمه بطريقة تخلو من الرحمة والإنسانية بتهمة ملفقة فى حادث تصدى أبناء "دير مواس" لقطار به بعض ضباط الإنجليز وجنودهم. وقد أراد "خليل أبو زيد" أن يفاوضهم، لكن الجموع الثائرة غضبا من نفى الإنجليز للزعيم "سعد زغلول"، ومن الظلم الواقع على كاهلهم من قتل الإنجليز لأبنائهم وذويهم، واغتصاب أرضهم وعرضهم أدى بهم إلى قتل هذه العناصر الإنجليزية البغيضة الظالمة، التى كانت موجودة بالقطار. واتهم "خليل أبو زيد" فى تلك القضية، وأعدم ضمن أربعين ضحية لقوى الظلم والظلام، ليصعد مع شهداء مصر إلى نور السماء، وجلال الشهادة.

ولم تغب المرأة المصرية عن مقاومة المحتل الإنجليزى، فإن الرواية افتُتحت بشخصية تلك الريفية الثرية التى وظفت ثراءها فى خدمة المقاومة الوطنية فى قريتها، فضلا عن خدمة الفتيات الفقيرات البسيطات وقد أمدتهن بفرص للعمل فى المشغل الذى أقامته لصنع الملابس والحلى، وتعاطفت مع أهالى قريتها عند اشتداد الحصار عليها من قِبل القوات الإنجليزية الغاشمة بعد حادثة قطار "دير مواس".

أما اقتران الدم بالعسل، فيعود إلى قصة تاجر العسل الذى انتظر وصول بضاعته على محطة القطار، فامتزج العسل الذى سال مع دماء شهداء هذا الحادث من الأهالى.

قدمت هذه الرواية تلك الأحداث بتقنية روائية متميزة أبدعت الدكتورة/ قدرية سعيد في وصف شخصياتها، والولوج إلى أعماقها، مجدولة بقصص حب رومانسية بين بطلة القصة وحبيبها الذى تزوجته، وبين بطل القصة وفتاة إنجليزية أحبته أثناء دراسته في إنجلترا، وفتاة مصرية أحبته بعد عودته إلى الوطن. وفاضت الرواية بقصص العطاء والكفاح والمقاومة لشباب مصر خلال ثورة 1919 انتصارا للزعيم "سعد زغلول" رمزا لآمال مصر في الاستقلال والحرية، مرددين شعارات "تحيا مصر"، و"نموت وتحيا مصر" في اللحظات الدامية لإعدامهم.

أما العمدة والد "خليل أبو زيد" فقد كان وطنيا واجه بطش الإنجليز، ودعم الحركة الوطنية لمواجهتهم، وقدم ابنه شهيدا، وقد توفى وأم الشهيد حزنا عليه.

وقصص الكفاح في الرواية تجسيد لما قبلها وما بعدها من كفاح الشعب المصرى المسالم ضد قوى الطغيان والاستعمار الأجنبى ضد القوة العسكرية الكبيرة للعدو أمام الشعب المصرى الأعزل الذى يواجهه ببسالة.
وقيم المصريين الأصيلة متمثلة في حضارة عطاء وبقاء رغم الشداد والمحن . كان حكام مصر في زمن الرواية حربا على المصريين مع الإنجليز خوفا على سلطانهم، وكانت المحاكمات الإنجليزية، وقد وثَّقتها الدكتورة/ قدرية سعيد، غير عادلة ، وقد كان بعض الوزراء والضباط المصريين متعاطفين مع ثورة الشعب في عام 1919، ولكنهم كانوا مغلوبين على أمرهم، مما زاد من وقع الظلم والقهر على الشعب المصرى الذى صدق عليه قول الشاعر: كانت الدنيا ظلاما حوله لكن هذا الشعب المصرى لا يستسلم للظلم، بل يستمر في خضم الحياة بعزم وإيمان ويقين في نصر الله جيلا بعد جيل.



وفى خضم الأحداث بتفاصيلها الكثيرة تنتقل الرواية بتقنياتها الفنية من مشهد إلى مشهد تنتقل الدكتورة/ قدرية سعيد من وصف (بطلة) القصة، وحبها لصديق ابن العمدة، وقد نفذت إلى طبيعة شخصية المرأة الريفية، إلى صداقة حبيبها لابن العمدة (خليل أبو زيد).

كما تتنقل مشاهد القصة وأحداثها بين الريف والقاهرة فى رحلات بطلة القصة لشراء لوازم "مشغلها" مع حبيبها وزوجها بعد ذلك ، وتنتقل من إنجلترا مع بطل القصة إلى الأحداث التى تقع فى مصر أو فى قريته. وتصور الكاتبة إقبال الريفيات البسيطات على شراء "الأساور الزجاجية ذات الألوان المختلفة"، وغيرها مما يناسب الفلاحات الفقيرات.

وتصف بطلة القصة وزينتها وكحل عينيها ورداءها الحريرى الكحلى مع الطرحة صفراء اللون( )، مما يميز أسلوب الدكتورة/ قدرية سعيد بالرشاقة، والنفاذ إلى الجوانب الإنسانية فى الشخصية النسائية التى تتناولها بفهم وعمق تتميز به الشخصية المصرية، ويٌفتتح كل فصل من فصول الرواية بصورة فوتوغرافية معبرة عنه.

ولاشك أن الدكتورة/ قدرية سعيد بذلت الكثير من الجهد لتقديم هذه الرواية فى أحسن صورة، وأن الأحداث الكثيرة فى الرواية قد تضافرت فى بنية روائية يشد بعضها بعضا من تشويق وإمتاع للرواية يجعل القارئ يتطلع إلى تطور أحداثها، ومصير شخصياتها، خاصة الخاتمة الدرامية لإعدام بطلها "خليل أبو زيد" بعد أن سعى والده العمدة إلى تخفيف الحكم عليه ببذل الغالى والنفيس من الأموال.

وقد صورت الرواية هذه المأساة بمزيد من الحزن والأسى مجدولا بتقنية روائية ممتزجة بالحلم. فقد رأت والدته فى الحلم أنَّ ثعبانا كبيرا يطبق على رقبته ويخنقه، وكان ذلك نذيرا بما حدث من إعدامه.

كذلك تصور الرواية شعور الأب، وقد وهنت قواه، لحكم الإعدام على ابنه، وقد دار بين الأمل فى إنقاذه من هذا الحكم القاسى، وبين تنفيذه الدامى. وقد أبدعت الدكتورة / قدرية سعيد فى تجسيد جو المحاكمات الإنجليزية للثوار المصريين فى الفصول الأخيرة للرواية، ونقلت إلى القارئ مشاعر الفخر بوطنية هؤلاء الأبطال الذين واجهوا الظلم فى الأحكام الباطلة الصادرة ضدهم.

وقد جرى قلم مؤلفة الرواية بين مشاهد تلك المحاكمة بحس روائى مؤثر.
كما صورت "حلم" "خليل" فى السجن قبل إعدامه بأسلوب مؤثر، أيضا، وقد "جلس على إحدى الأرائك وأراح ظهره ورأسه على الجدران من خلفه.. استنشق هواء القرية المنعش في الصباح الباكر.. دوامات من الأفكار والأحداث والذكريات.. منذ عودته حياته شاقة وقاسية، حياة فيها الجد، الحزن، العزم، الموت، الأمل واحترام الذات والكبرياء".

إنه عالم الكتابة وقد حلَّق في أجواء الواقع المأساوى، تكمله الروائة قدرية سعيد بقولها: "شعر بتنميل في رأسه، ورعشة في جفونه. ارتدى جلبابا أخضر ومداسا صعيديا في قدميه. خرج وظل يجرى بأقصى سرعة حتى وصل إلى أحد الحقول. التقط كيسا من البذور ورفعه لأعلى.

التف حوله عدد من الفلاحين، قام بتوزيع البذور عليهم، ارتسمت على وجه "خليل" الفرحة، فقد شاهد سيقان الزرع الأخضر ترتفع رويدا".

إنه الحلم الذى يستشرف موت البطل، وقد انطلق إلى الحقول، زارعا روح الثورة فيمن بعده، ثم يحلم البطل بعرسه الذى لم يتم، وبعروسه "فى ثوب العرس الأبيض". وجهها يحمل ملامح جذابة، قمرية فى ليلة البدر".

إنه الحلم النبوءة بالمأساة وسط أحلام الخير والحب والحياة، والحلم برحيل الإنجليز: "يأتى من بعيد صوت القطار المزدحم بالإنجليز بداخله مكبلين بالأصفاد على جانب من القطار، مكتوب من الخارج بخط أحمر قان "الرحيل".

وقد فاضت المشاعر الحزينة جرَّاء إعدام "خليل" بعد الأمل فى إنقاذه، وكذلك كان الأمر فى إعدام ومقتل الآخرين، خاصة صديقه الصدوق، وزوجته السيدة الوطنية الريفية الثرية التى افتُتحت بهما أحداث الرواية. وهذا الشعور الدامى هو الذى جسدته "الدراما" روائيا لهذه الوقائع الحقيقية تاريخيا.

وهذا، أيضا، ما جسدته الرواية من تشويق وشغف بمتابعة أحداث الوقائع التاريخية المصاحبة للمواجهات المثيرة بين الثوار المصريين وجنود الاحتلال الإنجليزى خاصة أن القوة لم تكن فى جانب الثوار الذين ناضلوا بإخلاص رغم ضعف إمكانياتهم.

لقد طوعوا ما استطاعوا أن يحصلوا عليه من أسلحة بسيطة، وعزائم قوية، وصورت الرواية ذلك بما جعلهم مثلا يحتذى فى التضحية والفداء.

ونجحت الرواية فى بث هذه المشاعر الوطنية للمصريين الذين ناضلوا من أجل استقلال مصر من نير العبودية والاحتلال، وقد حدث ذلك فيما بعد بفضل دماء هؤلاء الشهداء، ومَن تلاهم من جند مصر وشعبها.
لقد صورت الرواية ثورة 1919 فى مصر كلها، كما صَّورت خروج منطقة الصعيد "بأكملها" من الشباب والعجائز "الفلاحين والأعيان، المسلم والمسيحى"، وشهدت بطولات كثيرة وشهداء كثيرين، ومن هنا كانت الصعيد جزءًا من الحركة الوطنية، وقد سجلت الرواية أحداث ذلك التاريخ الذى اهتزت له الإمبراطورية البريطانية كلها.

كما برز الجانب القصصى فى الفصول التى تناولت أنشطة المقاومة السرية ضد الإنجليز والخطط التى تكفل نجاح هذه المقاومة، وما استُخدم فيها من خدع، وما شملها من اصطفاف وطنى لتحقيق الهدف فى النيل من العدو الإنجليزى الغاشم.

خاصة خداع "خليل" لقوات الإنجليز التى داهمت القرية للانتقام من حادث القطار، وقد هادنهم بلغة إنجليزية متقنة لإتاحة الفرصة لإنقاذ الثوار من براثنهم.

ونجحت الرواية فى تضفير تلك الأحداث الدرامية بطابع إنسانى تمثل فى قصص الحب الفياضة بالمشاعر العاطفية. لقد انتهت رواية "بلد الدم والعسل" للدكتورة/ قدرية سعيد إلى اليقين بأن "المقاومة الوطنية هى سبيل الحياة، وهى سبيل أمة تريد المحافظة على كيانها فى خضم هذا المعترك العالمى".

كما طالعتنا الرواية بخطب حماسية لشباب الثائرين المصريين وعلى رأسهم "خليل أبو زيد" بما يؤجج مشاعر العزة والكرامة الوطنية. خاصة أنَّ هذه الثورة نجحت فى إفراج الإنجليز عن الزعيم سعد زغلول، وعودته، وصحبه من منفاه، بعد أن كبدت القوات الإنجليزية خسائر فادحة فى الأرواح، وراح ضحيتها كثير من شهداء مصر الأبرار. وكان للأزهر دوره فى المقاومة المصرية الوطنية، وكذلك الكنيسة .

لقد كان "خليل" سليل التاريخ المصرى العريق الذى افتخر به عندما كان يدعو الفتاة الإنجليزية التى أحبته إلى المسلة المصرية الموجودة فى "لندن، يقول "خليل" ""أعمدة بناها قدماء المصريين فى بلدى من حجر الجرانيت، ينقشون عليها تاريخهم لتسجيل الانتصارات الحربية للملوك. الحضارة المصرية أول حضارة فى التاريخ يتعلم منها العالم فن الكتابة.

وكان "خليل" يحن إلى ذكرياته فى بلده "دير مواس" وتنتقل الدكتورة / قدرية سعيد فى براعة أشرنا إليها من مجريات الأحداث التى يعيشها "خليل" فى إنجلترا إلى ذكرياته فى مصر. وتشير الرواية إلى ذكائه وتعلمه وإجادته لقراءة القرآن فى كُتَّاب القرية، وسيرة حياته تذكِّرنا بسيرة حياة بطل قصة "أم هاشم" ليحيى حقى بين مصر وإنجلترا. واستلهام الرواية للثقافة الشعبية المصرية، وللأغانى والعادات والتقاليد المصرية فى الصعيد من أهم المعالم الفنية فى رواية "بلد الدم والعسل".

كذلك عرضت الرواية للدور الوطنى البارز للزعيم "مصطفى كامل"، و"محمد فريد"، وغيرهما ممن لبوا نداء الوطنية والواجب.

وطافت بنا الروائية الدكتورة/ قدرية سعيد فى عوالم ثرية من مقابلة الحلم بالواقع فى استشراف بديع لآفاق التطور والنهضة المصرية فى العصر الحديث .

الدكتورة قدرية سعيد عوض الغبارى الدكتور عوض الغبارى بلد الدم والعسل زمن خليل أبو زيد رواية بلد الدم والعسل

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 11:30 صـ
11 شوال 1445 هـ 20 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:51
الشروق 05:23
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:47