ماجد الحداد يكتب.. حفلة هاني شنودة


انا لحقت الحفلة المعمولة في السعودية . الحفلة اللي عاملها ( تركي آل الشيخ ) بالاحتفال التقديري للموسيقار الساحر ( هاني شنودة ) من اول فقرة عدوية .
فلاحظت الآتي :
_ مصاريف باذخة تليق بالمكان وبالاحتفاء بهاني شنودة.
_ ( محمد منير ) بان عليه المرض فعلا و كبر السن في حركته ، ربنا يشفيه لانه ثروة قومية .
متعنا بأجمل انترو دخل بيه عالم الفن وينفع يكون افضل انترو لاي حفلة ممكن تتعمل في اغنية ( علموني عينيكي ) .
تبدأ الاغنية بمفاجآت بتعملها النحاسيات كأنه تحدي وتاكيد ، وحماس مراهقة ناضجة ، واستخدامه _ في التسجيل الاصلي _ لصوت اورج الچاز السبعيناتي في الخلفية كان نوستالجيا قوي .
بتمنى منير يستخدمها كل مرة في انترو اي حفلة .
كنت اتمنى يغني ( كل الحاجات بتفكرني ) مش بس جمال الكلمات واللحن المعبر عن الحيرة والدوار . التوزيع والهارموني اللي بالاورج بيعبر عن تعدد الاشياء والدوران والطيران كل ده بايقاع واورج وباص جيتار بس .
عظمة حقيقي
_ ظهور ( انغام ) مصاحب للكتير في جزء من ظهور منير في الحفلة ، وده كان غريب انها تاخد الحيز الصغير ده بمجرد انها غنت معاه ( انا بعشق البحر ) _ لان الأغنية اصلا من الحان هاني شنودة پ بس هي قامت بدور الفنانة ( نجاة الصغير ) حتى بصيغة الكلام اللي كاتبها ( عبد الرحيم منصور ) انه كلام انثى موجه لذكر ، لكن منير لما اعاد غناؤها حوِّل الرسالة الى كلام من ذكر الى انثى ، وغنوها هو وانغام سوا مع بعض كأنه ريميكس لايف بحضور اوركسترا مش ريمكس دي چي .
مش محتاج اقول لكتير من المتذوقين ان نسخة نجاة الاولى كانت احساسها باهت ، بعكس منير حولها لد يناميت يتفجر بصدق العاطفة في كل كوبليه .
_ انا لما بيظهر لي اعلان بيبسي الجديد اللي فيه الفنان ( عمرو دياب ) على اليوتيوب بتمنى اني يكون معايا ريموت للزمن واجري الاربع ثواني بسرعة عشان استعيد مستوى التنفس الطبيعي عندي . على الرغم ان اللحن بتاع الاعلان لطيف . لكن معلش يا عمور القلب [ والعقل ] وما يريد .
المهم اني الاقي عمرو دياب في الحفلة دي يغني اغنية ( رصيف نمرة خمسة ) اعمق اغنية غناها في حياته _ بالنسبة لباقي اغانيه مش بالنسبة لعمق فنانين تانيين _ وكمان اتربينا على حبها وذكرياتنا الجميلة من ايام فيلم ايس كريم في جليم . يغير فيها كوبليه مهم بيعبر عن الاحتلال الثقافي والحالة الاقتصادية المتردية :
" واطفال عجايز في مهد الطفولة.. وافلام قديمة ... واعلان ((( كاكولا ))) "
بقدرة قادر عمرو دياب يغير الكلمة وهو بيدي ضهره للجمهور كانه مكسوف ويبدلها ب :
" واعلان ((( بيبسي ))) " !!
وهمهم بكلمة كدة مش مسموعة بعدها كانه بيقول : معلش با جماعة اعمل ايه ؟!!!
كل ده عشان عمرو موقع على اعلانات بيبسي . فإزاي تذكر اسم الشركة المنافسة لينا في الاغنية اللي هي كوكاكولا ؟
طب ماشي يا عم عمرو انا عارف انك قابض ومضطر . بس اخدت بالك ان الاقتصاد والسياسة ممكن مش بس يتحكم في وعي الناس وتوجيه الفنون والشعوب .
الخطورة انه ممكن يغير الماضي ويتلاعب في التاريخ كمان .
لو فاكرين الافلام اللي أنتجت قبل ثورة ٥٢ وكان فيها صورة الملك فاروق عملوا فيها ايه بعد الثورة ؟
انا انبسطت انهم قدَّروا قيمة موسيقية مختلفة في تاريخ الموسيقى المصرية زي الطفل العبقري هاني شنودة اللي عمره ما هيعجِّز طول ما موسيقاه البريئة فيها نهضة وصدق الشباب البسيط ، والاحساس المثقف العميق رغم بساطة مظهر موسيقاه .
الراجل ده اما بستطعم موسيقاه بلاقي فيها من روح ( موتسارت ) الرشيقة .