زيزي الششتاوي تكتب.. بنك الخواطر
أنا حوافي حاجات اذا قصرنا فيها لا تؤخذ علينا بذنب ولكن إذا قمنا بها سنؤجر عليها في الدنيا والآخرة أجر عظيم ومن أعظم هذه العبادات "جبر الخواطر" سيدهشكم القول انى ذكرت جبر الخواطر بأنها إحدى العبادات ولكن إذا فسرنا لفظ العبادة وفسرنا الدين تفسيرًا كاملًا سنتأكد أن أحب الأعمال إلى الله التقوى في معاملتنا مع الأخرين بمعنى أن تجبر الخاطر بالكلمة أو بالفعل فهنا يكون قلبك وصل بالتدين للقمة.
وسأروى لكم قصة عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ببساطة شديدة: "ربنا عاتب رسوله الكريم لأجل رجل انكسر خاطره وهو سيدنا عبد الله بن أم مكتوم رجل أعمى جاء يتكلم مع سيدنا النبي وكان عليه افضل الصلاة والسلام مشغول مع كبار المشركين فانشغل عنه، فحزن بن أم مكتوم لانشغال المصطفى عنه فأنزل ربنا قرآن يتلى من فوق السبع الطباق يعاتب المصطفى على كسر خاطر هذا الرجل، قائلًا له يا محمد: "عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى" وبعدها النبي صلى الله عليه وسلم كان عند ملاقاته سيدنا عبد الله بن أم مكتوم بعد هذه الآية وبعد هذه السورة يقول له: "أهلاً فيمن عاتبني فيه ربى.
كل واحد فينا ممكن يزيد رصيد الحسنات في بنك اعماله وأسهل وأسرع طريقة لزيادة رصيدك هو جبر الخواطر لان بتبسمك في وجه أخيك جبر خاطر بمساعدتك للمحتاجين جبرتهم بمسحة علي شعر يتيم جبرته بكلمة طيبة لجارك أو لزميلك بالعمل أو بالدراسة أوجرت عليها وبالتالي زاد رصيدك في بنك أعمالك، صحيح كسر الخاطر وقهرة القلب وضيق الروح جرائم لا يعاقب عليها القانون ومجرميها يعيشون معنا في نفس المجتمع ويمارسون جرائمهم بكل أريحية بدون أى محاكمة، ولكن محكمة السماء أعظم لأن حاكمها وقاضيها هو الله جل جلاله أصدر أحكامه في آياته ولكن يجهلها الظالمون.
الله سبحانه عندما قال (إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم) سورة الانفال الاية ٧٠، إيمانًا هذه الآية كفيلة انها تطمئن قلوب المظلومين وقال أيضًا (ودع اذاهم وتوكل علي الله) سورة الاحزاب الاية ٤٨ لان مهما هيأذوك ويكسروك توكل علي الله واحتسب وستري رحمة الله وعدله في كل امورك، (ولا تقنطوا من رحمة الله) سورة الزمر الاية ٥٣، إذن بهذه الايات القرآنية يوعدكم الله عز وجل أن أجلا أو عاجلا ستري عدل الله معك وعقابه لمن قهرك وظلمك، وان كان رصيدك فالدنيا هو حب الله فأنت ثري فالدنيا والآخرة.