منى نشأت تكتب : بابا....يا ماما
تأتيك التهنٸه بعيد ميلادك فى تاريخ مولدك.ويمر تاريخى ولا اسمعها الا بعده باربعة ايام
كنت ارى امى طوال دراستى الابتداٸيه اول يناير فى حجرة الناظره تؤكد عليها انى من مواليد نصف الشهر ولابد ان يحتفلوا بى مع ميلاد جمال عبد الناصر ولانه ايضا كان عيد الطفوله..ولاتهدأ امى رحمها الله الا حين ارتدى ملابس الاحتفال التى تقررها المدرسه واصطف مع مواليد ١٥ يناير.رغم ان شهادة ميلادى بعدها بتلك الايام الااربعة .
(حكايه)
الحكايه انها حين اتت بى للدنيا..هم ابى للقيام بتسجيلى فى دفاتر المواليد. فاستبقته امى برجاء ان يبقى معها حتى تتعافى من وهن الولاده.ورغم وجود خمسة ابناء حولها.الا ان وجود الزوج يحمل لها الامان..الذى لم يبخل به هو.وظل بجانبها فجاءت شهادة ميلادى مخصوم منها ايام ومضاف اليها حب وود وعشم زوجه وطيبة زوج.
(زمان)
مثل ابى كان عمى والخال..والاباء فى بيوت دخلتها لصديقات وزميلات مدرسه.لم يحدث يوما ان صرخ رجل فى زوجته وخرج صياحه لاذنى من بيت جيران.ولا حدث تعنيف او اعتداء على زوجه.
كانت الاسر اكثر هدوءا وامانا وسعاده..اشعر بابى فى البيت كالسلطان..تضع امى التاج على راسه فى كل كلمه وتصرف...له هيبه وله حب.وهو حنون لا يمكن تجاوز حنانه بهفوه.
(مصريه)
ترك جميلات المنصوره ..ومال قلبه لامى .التى وصل اجدادها من الاراضى التركيه من زمن واستقروا وتمصروا.
صغارا تضعننا امى انا واختى امامها لتلقننا درسا مبكرا.اياك ان تسمحا لاحد بجملة انت جميله من المنصوره.فتزاوج الفرنسيين لم يكن بمن وقرن فى بيوتهن .وانما بمن كان فى الشارع..وسط عساكر الفرنسيين.
وكان اول درس فى الاعتزاز بالنفس والجنسيه المصريه.
مرتب ابى ودخله باكمله فى علبه مطرزه بالنقوش..كنت اطلب لعبه اريد فستانا..وقبل ان اكمل طلبى يشير للعلبه لاخذ منها ما اريد.
ولانه لم يترك شيٸا نتمناه الا ووافانا به..لم اشعر ان امى كان يضايقها ..ان عماتى حين ياتين من المنصوره لزيارة القاهره.يطلب منهن ابى وضع ايديهن فى العلبه ليخرجن فى جولة شراء مايحلو لهن من المدينه.
(مفلفل)
اذكر وكيف انسى...عمتى على ماٸدة الغداء..تبدى امتعاضها..ماهذا الارز لم يسوى.كنت فى المنصوره تاكل من يد طباخ والان تضعه فى فمك نيٸا.ورد ابى سريعا..انا اطلبه هكذا وزوجتى تنفذه بمهاره.ويتحول احمرار وجه أمى من الخجل الى الفرحه.
الله على الرجال..هل مازال هذا الصنف موجودا.
نعم رأيت اخوتى الرجال فى بيوتهم صورا من الاب.وبالفعل ربيت ابنى على اخلاق الجد.
لكن هذا العدد يتوه وسط زحام ظنون رجوله يخالونها بطشا وتحكما وقسوه.. وينسون امر الله بمودة ورحمه..
(ذكريات)
ذكريات بيتنا الصغير تعيدنى الى يوم مولدى وما من احد يصدق انى اذكره واشعره ورايت كل من كان بالغرفه لحظة خروجى للدنيا.
وحين نطقت بالحروف وصفت لهم ماذا كان يرتدى ابى ومن اين دخل شعاع الشمس واحسست به على وجهى فى اول دفء.ولون اللفه التى احاطونى بها.ونظرة عيون امى....لكن اخوتى لايصدقون.يعنى صدقتم الان وعشتم جائحه لم تخطر على بال اقعدت الرجال فى البيوت ووقفت الحال...وكل مايحدث فى الكون من غرائب امنتم به
عموما لم اعد اعيد الوصف فبداخلى يقين اننى وعيت وعشت اللحظه الاولى وانتشيت بها.ربما لذلك قررت ان اكون حتى اللحظه الاخيره.